القائمة الرئيسية

الصفحات

أخر المواضيع

كيف تحول جحا من فقير إلى غني؟

كيف تحول جحا من فقير إلى غني؟
 كيف تحول جحا من فقير إلى غني؟

في قديم الزمان يوجد شخص ” محتال ” أو كما يصح التعبير ” نصاب ” ، و كان معروف بذكائه الشديد و حنكته ، و هذا الرجل كان طموح جداً  أو بالأصح لديه رغبة في أن يصبح شخص غني ، و يريد أن يكون أغنى رجل في القرية ، هذا المحتال يكون ” |حجا| ” 

ما هي قصة احتياله ؟ 

قام هذا الرجل بشراء حمار ، و ملأ مؤخرته بالذهب ، و ذهب به إلى السوق في القرية التي يعيش فيها ، و كلما نهق هذا الحمار ينزل من مؤخرته ذهب ، فتجمعت الناس و هم متفاجؤون ،  و عندما شاهد الناس ذلك ، بدأت مفاوضات بيع الحمار ، و اشتراه كبير التجار بمبلغ خيالي و أخذه للبيت ، و أصبح الحمار ينهق و لكن لا يوجد ذهب ينزل منه ، فانتظر التاجر قليلاً و لكن لم ينزل ذهب ، فعرف بأن هذه حيلة و جمع الناس و ذهب للمحتال إلى منزله ، و دخل التاجر لبيت جحا و قال لزوجة جحا : أين هذا المحتال ؟

فقالت لهم : غير موجود و لكنني سوف أرسل له الكلب ليحضره .

 و استغرب الناس من ذلك، و عندما أتى حجا مع الكلب الذي ذهب لاحضاره ، نسي الناس لماذا جاؤوا إلى جحا ، و بدأت المفاوضات لشراء الكلب ، و اشترى أحد أغنياء البلد هذا الكلب ، و أعطاه لزوجته و قال لها : ” ضعي هذا الكلب لديكي و إن احتجتي إلي ، أرسلي لي هذا الكلب لآتي ” .

و في اليوم التالي ، احتاجت له زوجته ، فأرسلت له الكلب ، فذهب الكلب و لم يعد .

و أيضاً تم الاحتيال عليهم ، فجمعوا الناس مرة أخرى و ذهبوا إلى بيت جحا ، و تم استقبالهم من قِبل زوجته ، و قالت لهم بأنه غير موجود و لا يوجد كلب ليحضره ، فانتظروه ..

و عندما عاد جحا لمنزله ، وجد الناس تنتظره ، فغضب على زوجته أمام الجميع و قال لها : لماذا لم تقومي بواجب الضيافة مع الناس ؟

و أخرج سكين من جيبه و ضربها فيها ، و كانت قد وضعت كيس فيه صباغ أحمر يشبه الدم ، و السكين لم يكن حقيقي ، و هنا أصيب الناس بالرعب ، و بدؤوا يلومون جحا على فعلته ، فقال لهم : ” لا تخافوا فسوف تعود للحياة مرة أخرى ” .

فأخرج مزمار من جيبه و بدأ ينفخ فيه ، فقامت زوجته و أصبحت على قيد الحياة ، فنسي الناس لماذا جاؤوا إلى منزل جحا ، و بدأت المفاوضات لشراء المزمار ، و تم بيعه لتاجر كبير و بسعر كبير جداً .

بعد أن اشترى التاجر المزمار ، عاد هذا التاجر لمنزله ، و بدأت زوجته بمضايقته ، فأخرج سكين و ضربها بها ، فتوفت زوجته .

فأخرج المزمار و بدأ ينفخ فيه ، ظناً منه أن تعود للحياة كما عادت زوجة جحا ، و لكنها توفت .

و في اليوم التالي ، قابل هذا التاجر رجل ، فسأله الرجل عن قصة المزماز ، و خوفاً من أن يخبره بقصة قتل زوجته ، فقال له بأن مفعول المزمار جيد جداً ، فقرر استعارته منه ، فأعطاه المزمار .

فقتل هذا الرجل زوجته أيضاً .

و انتقلت القصة من شخص لآخر ، و انتشر الخبر في البلد ، و إن الناس جاءتهم المصائب من حجا و نصبه و احتياله و استخفافه بعقولهم ، فقرروا أن يرمونه في البحر لكي يتخلصوا منه ومن مصائبه ، فذهبوا إلى منزله و وضعوه في كيس و ربطوه ، و ذهبوا إلى البحر ، و في الطريق أصابهم النعسان ، فناموا قليلاً .

و في هذه الأثناء .. مر راعي غنم من جانبهم ، فسمع استغاثة جحا ، فقام بفكه و سأله عن الحادثة ، فقال له : هؤلاء أهلي و يريدون أن يزوجونني من ابنة رئيس التجار ، و أنا أحب ابنة عمي و لا أريد أن أتزوج هذه الفتاة الغنية .

فأُعجب راعي الغنم بالفكرة و قال له : أتزوجها أنا بدلاً عنك ، فوافق جحا و وضع راعي الغنم في الكيس بدلاً عنه ، و قام بربط الكيس جيداً ، و طلب منه عدم التكلم إلى أن يصلوا ، و أخذ جحا غنم الراعي و عاد للقرية و هو يمتلك ٣٠٠ رأس غنم .

و الناس رموا الكيس في البحر و عادوا للقرية ، فوجدوا حجا هناك و معه ٣٠٠ رأس غنم ، فاستغربوا من ذلك و سألوه : كيف عدت سليم معافى من البحر ؟ 

فقال لهم بأن جنية البحر قد أنقذته و أعطته هذا الغنم ، و قالت لي : إن كان الناس قد رموك أبعد من ذلك في البحر ، فإن شقيقتي الجنية سوف تنقذك و هي أغنى مني .

فجمع الناس بعضهم البعض و ذهبوا للبحر ، و رموا أنفسهم في البحر ، و بالتأكيد غرق الجميع  في البحر .

و أصبح جحا يمتلك القرية ، حيث أن جميع التجار غرقوا في البحر .

و من هذه الحكاية سوف نقول معلومة : 

العيب ليس في احتيال جحا ، و لكن العيب على غباء التجار ، الذين يصدقونه في كل مرة ، بسبب الطمع و محبتهم للمال ، و هكذا بعض الناس .. تعميهم محبة المال عن كل شيء حولهم ، و يسعون للمكاسب السريعة دون تفكير .

بقلمي: رهف ناولو

تعليقات