القائمة الرئيسية

الصفحات

أخر المواضيع

القصة ذات المجريات الغريبة التي حدثت عام 1965

القصة ذات المجريات الغريبة التي حدثت عام 1965 - تصميم وفاء المؤذن
القصة ذات المجريات الغريبة التي حدثت عام 1965
 تصميم وفاء المؤذن

قد نسمع في حياتنا بعض القصص والأحداث التي حدثت مع بعض الأشخاص من حولنا، وقد تحتوي على بعض المجريات الغريبة والفريدة فتعطينا الحكمة والعبرة للاستفادة منها في حياتنا.

ومن القصص الغريبة التي حدثت في الواقع هذه القصة التي سنتعرف على أحداثها.

دوَّنَ هذه القصة أحد القضاة المعروفين في العراق في دفتر مذكراته 

وكانت هذه القصة قد جرت مع أحد جيرانه، وكان جاره هذا رجل فقير يعمل طوال النهار لتأمين حاجات أسرته، وكان يعيش مع زوجته وأولاده الثلاثة واثنان من أخواته وأمه في هذا المنزل، وكان والده متوفي منذ فترة طويلة.

وكان هذا القاضي في كل يوم يجلس على الشرفة ويسمع أصوات هذه |العائلة| ومدى فرحهم عندما يعود والدهم من العمل وهو يحمل لهم الخضار والفواكه التي يأتي بها من دكان الخضار الذي يعمل به، ويتحدث القاضي في مذكراته عن مدى |الفرح| والسرور الذي يعم المنزل بقدوم الأب، ويصف كيف كانت تنتشر روائح الطبخ عند قدوم الأب وتعاون الأسرة فيما بينهم لتحضير الطعام وأصوات الأطفال وضحكاتهم الجميلة.

بعد سنتين وذات ليلة سمع القاضي أصوات الصراخ والبكاء قادمة من منزل جاره هذا 

وكان رجال الأمن قد أحضروا جثة الأب إلى المنزل فقد توفي أثر أزمة قلبية، ومن وقتها تغيرات أحوال العائلة بشكل جذري وخيم الحزن والأسى على هذه الأسرة، وكان الناس قد جمعوا المال ليتكفلوا بمصاريف العزاء وبقي للأسرة القليل من المال ليكفيهم أيام قليلة، فلم يعد هناك أحد يتكفل بمصاريف الأسرة و تأمين احتياجاتها.

كان الابن الأكبر عمره لا يتجاوز الخامسة عشر، فاضطرت الأم إلى أن توقف تعليم ابنها الأكبر ليذهب للعمل مكان والده في دكان الخضار لتأمين احتياجات العائلة، وحمل الولد |مسؤولية| عائلته لمدة عامين إلى أن تم طلبه للخدمة العسكرية، فهو أصبح في عمر يتوجب عليه الذهاب للخدمة العسكرية في مدينة بعيدة عن مكان إقامته مع أسرته.

وفي أثناء تلقيه التدريب في مكان خدمته العسكرية لاحظ المدربين انشغال فكره والحزن الظاهر عليه طوال الوقت، وقد قام مدربه بمعاقبته أكثر من مرة ولأنه لاحظ أن ذلك لن ينفع أبداً، وعندما سأله عن سبب شروده قال له الشاب قصته وعائلته التي لم يبقى لها أحد يأمن لها مصروفها، وحزن المدرب لحال هذه الأسرة واعتذر من الشاب لتصرفه السيء معه، وقام بنقله للعمل في مطبخ العسكرية تساهلاً معه.

حال الأسرة بدأ يسوء كل يوم أكثر

 إلى أن قررت الأم أن تبيع المنزل وتدفع |بدل الخدمة العسكرية| لابنها ليتمكن من العودة للعمل وتحمل مصاريف العائلة، فأخواه الأصغر منه كانا لا يستطيعان العمل بسبب صغر سنهما فكلاهما أقل من العشر سنوات.

وكان أمام الأم شهر واحد لتدفع المبلغ المطلوب ليتمكن ولدها من العودة، وكانت تعمل بأوراق البيع والتحويل لمدة 29 يوم ولم يتبقى أمامها سوى يوم واحد لتدفع المال وتخرج ابنها، وفي وقتها حدث مع الأم شيء لم يكن بالحسبان.

القصة ذات المجريات الغريبة التي حدثت عام 1965 - تصميم وفاء المؤذن
القصة ذات المجريات الغريبة التي حدثت عام 1965
 تصميم وفاء المؤذن

هل وافق السائق على طلب الأم

غادرت الأم المنزل ذاهبة إلى موقف السيارات متوجهة إلى مكان تواجد ابنها، وانتظرت وقت طويل لكي تكمل السيارة عدد الركاب ولكن لم يوجد يومها أي أحد يريد السفر، ولا يستطيع |السائق| أخذها لوحدها فاقترحت على السائق أنها ستدفع له أجرة خمس ركاب ويأخذها إلى المدينة المجاورة، فهي لم يتبقى أمامها سوى يوم واحد لتسدد المبلغ المطلوب.

وافق السائق على طلبها وسافر بها إلى المدينة المجاورة وكان الظلام قد حل، وفي طريق السفر سأل السائق المرأة لماذا دفعت أجرة خمس ركاب وما هو الأمر الطارئ الذي دفع بها للسفر المستعجل، فحدثته الأم عن القصة وأنها تحمل مبلغ كبير لتسدد المال لابنها بدلاً من الخدمة العسكرية.

بدأ الشيطان يوسوس لهذا السائق 

وبدأ يفكر بالمال الموجود عند هذه المرأة، وكان هناك بين المدينتين وادي مخيف تسكن فيه الحيوانات المفترسة والظلام يخيم عليه وعندما وصلا إلى هذا الوادي والأفكار السوداء كانت قد سيطرت على تفكير السائق، قام بإنزال المرأة من السيارة ورميها في الوادي وسرقة كل المال الموجود عندها، وكان قد راقبها ونزل لمكان وقوعها ليتأكد أنها قد |فارقت الحياة|، ووجدها تنزف وجسمها قد أصابه العديد من الكسور من أثر السقوط، وحينها تركها وغادر المكان على الفور، وأكمل طريقه إلى المدينة التي كان يقصدها ليأتي بركاب من تلك المدينة حتى لا يشتبه في أمره عند اكتشاف الجريمة، وأخذ من هناك ركاب وغادر بهم إلى مدينته، وكان المدير ينتظره في تلك الأوقات وعند وصوله عاقبه على تأخره وأمره بأن يأخذ عدد آخر من الركاب إلى تلك المدينة.

ماذا حل بهذه الأم هل فارقت الحياة فعلاً 

في أثناء طريقه وعند وصوله إلى ذلك الوادي الذي ألقى المرأة فيه، قرر أن ينزل إلى مكان سقوط المرأة في الليلة السابقة ليتأكد أنها قد فارقت الحياة، وعند وصوله إلى مكان الحادثة استئذن من الركاب لقضاء حاجة وذهب يبحث عن المرأة، ووجدها بمكانها إلا أنه تفاجئ بها مازالت على قيد الحياة والنزيف من كل مكان في جسدها.

وأصبح يبحث عن صخرة أو حجرة كبيرة ليضربها على رأسها ويتخلص منها بشكل نهائي، إلا أن الحظ كان حليف هذه المرأة حيث جاءت أفعى ولدغت السائق من قدمه وسقط على الأرض، وسمع الركاب في السيارة صراخ السائق وأسرعوا إليه وقاموا بإسعافه وإسعاف المرأة معه، وانطلقوا بهم إلى المدينة التي كانوا متوجهين إليها.

وعندما وصلوا إلى أقرب مشفى كان السائق قد فارق الحياة ولم يتمكنوا من إنقاذه، أما المرأة فقد عالجها الطبيب واستعادت وعيها وعندما جاء أمن المشفى أخبرتهم المرأة بالقصة كاملة وكيف قام السائق بسرقة أموالها، وبالفعل وجدوا نقود المرأة في جيب السائق وتم إعادة المال إلى المرأة.

وقام الأمن بإحضار ابن هذه المرأة من مكان خدمته العسكرية وتساهلاً مع حالتها تم قبول المبلغ منها رغم تأخرها عن الموعد المحدد، وعادت هي وابنها إلى المدينة وتم معالجتها من الكسور والنزيف الذي تعرضت له، وعاد الشاب للعمل في محل والده فكان يمتلك الخبرة في بيع الخضروات وقام بتطوير عمله، وأكمل أخوة هذا الشاب دراستهم وتخرج الأول من كلية الهندسة والآخر من كلية الطب البشري، وأصبحت حياتهم أفضل بعد أن عانوا كثيراً من قسوة الحياة.

ويقول القاضي أن هذه القصة أصبحت على لسان كل شخص في المنطقة لما فيها من أحداث غريبة لكنها حصلت في واقعنا.

شاركنا رأيك بالتعليقات.

بقلمي: ريم العيسى

تعليقات