اليرقان عند حديثي الولادة تصميم الصورة: ريم أبو فخر |
كثيراً ما نلاحظ أطفالاً حديثي الولادة يطغى على بشرتهم لون مائل للأصفر فماذا تدعى هذه الحالة؟
إنه يرقان حديثي الولادة ويعبر عن ارتفاع نسبة البيليروبين في الدم، و يتظاهر باصفرار في لون الجلد وفي بياض العين ودرجة الإصابة تكون متفاوتة.
ما هي أهم أسبابه ؟
يكون شائع جداً لدى حديثي الولادة و فيزيولوجياً ، نتيجة عدم تطور أنزيمات الكبد بشكل نهائي لدى المولود حديثاً و بالتالي فالأمر مجرد مسألة وقت حتى نضوج هذه الأنزيمات بشكل كامل.
سبب آخر أيضاً، هو أنَّ الهيموغلوبين ( خضاب الدم ) داخل الكرية الحمراء، يختلف ما بين المرحلة الجنينية وما بعد الولادة، فيتحطم هذا الهيموغلوبين بعد |الولادة| بهدف التغيير، وينتج عن التحطم مادة البيليروبين، التي تذهب للأمعاء، وفي حال البطء في التخلص منها فتتراكم الصفراء و تظهر أعراض اليرقان.
يتزايد |اليرقان| تدريجياً منذ بدء ظهور الأعراض حوالي اليوم الثالث أو الرابع بعد الولادة، إلى ما يقارب العشر أيام، حتى زوال الأعراض ولا تنكس وهذا غير مؤذي وفيزيولوجي. قد تطول مدة الأعراض حتى الشهرين في بعض الحالات كالولادة مبكراً .
هل هناك حالات مرضية لليرقان؟
قد يحدث نتيحة انحلال في الدم و هو مرض وراثي ، نزيف لدى حديث الولادة، تجرثم الدم، أو انتقال بعض المكروبات عبر إصابة الأم أثناء الحمل، عدم التوافق بين دم الأم والطفل إضافة إلى |أمراض الكبد|.
ولكن غالبية الحالات هي فيزيولوجية و قليلاً جداً ما تكون مرضية وهنا لا يزول إلا بالعلاج وليس لوحده كما الحالة الفيزيولوجية .
|
كيف نميز بين الحالة الفيزيولوجية و المرضية؟
في الحالة الفيزيولوجية يكون الاصفرار بسيطاً، و تزداد نسبة البيليروبين لكن بنسب بسيطة غير خطيرة، بينما الحالة المرضية يكون الاصفرار شديداً جداً وقد يميل للخضرة ويتزايد بشكل سريع وكبير يوماً بعد يوم قد تتجاز 20 ميللي غرام، مع خمول الطفل و فقدان شهيته على الرضاعة.
الاصفرار الفيزيولوجي قد تطول مدته مع |الرضاعة الطبيعية|، وهذا طبيعي مع الانتباه إلى الطريقة الصحيحة للإرضاع، و نيل الطفل للحليب الكافي خوفاً من حدوث التجفاف.
الاصفرار البسيط لا يحتاج أي علاج، إنما فقط المراقبة و الحرص على نيل مقدار كافٍ من الرضاعة وفي حال كون الاصفرار شديداً ينصح بأخذه لطبيب الأطفال، وقد يعرض لضوء أزرق مكثف في المشفى خصيصاً لهذه الحالة، وتعرض مساحة كبيرة من جسم الطفل لهذا الضوء.
أما الحالة المرضية فلا يزول اليرقان إلا بزوال المسبب الرئيسي.
لم تثبت الدراسات فائدة الماء والسكر إنما تحرض إدرار البول وتقلل من شهية الطفل.
بالنسبة لضوء الشمس يعتبر مفيداً ولكن ليس إلى نسبة كبيرة، إنما تعريض الطفل لدقائق إلى ضوء الشمس في وقت معين يمنح الطفل جرعة من |فيتامين د|، ويجب تجنب التعرض الطويل لضوء الشمس وخصوصاً الشمس الحارة تجنباً لأذية |الأشعة فوق البنفسجية| أو الحروق .
أخيراً: يحتاج الطفل إلى المراقبة من قبل الأم والانتباه لدرجة الاصفرار ومدى تزايده .
إلى هنا نصل لختام مقالنا و دمتم سالمين
تعليقات
إرسال تعليق