القائمة الرئيسية

الصفحات

أخر المواضيع

من أروع القصص التي تحمل عبرة ذهبية

من أروع القصص التي تحمل عبرة ذهبية
من أروع القصص التي تحمل عبرة ذهبية 
تنسيق الصورة : ريم أبو فخر
  

يروى في العصور الغابرة وفي عائلة فقيرة وسط قرية فقيرة، أب يذهب إلى المدينة  في مطلع شمس كل يوم،  من أجل أن يعمل ويؤمن مصاريف عائلته الفقيرة، أصاب الأب المرض والتعب وقد فارق الحياة  مخلفاً وراءه عائلة بلا معيل.

وهنا قد أدرك الفتى أن دوره قد حان  كان يخرج في كل يوم إلى شوارع القرية ومن بعدها إلى أزقة المدينة وكل أسواقها.

لعله يجد العمل الذي يقوى به على العيش مع أمه  ولو بمردود يؤمن لهما ما يحتاجوه في يومهما.

ولكن ما قد سمعه كان محبطاً، فالجميع كان يقول له اذهب، ما زلت صغيراً  لا حاجة لنا بك، ومن بعدها قد سيطر عليه تماماً اليأس والإحباط ووقف حائراً لا يدري بالفعل ما يمكن فعله.

جلس باكياً من ظلم الحياة  التي أنهكته في صغر سنه، وأثناء عودته لقريته الصغيرة، فوجئ بعدد كبير من |الأغنام|، ويرعاها شاب. وهنا قال له هذا الطفل، لمن هذه الأغنام؟؟دلني عليه من هو؟

لعله يساعدني ولو كان برغيف خبز، ومن بعدها أخبره الشاب بأن صاحب هذه الأغنام، هو رجل حكيم. يعيش للآن في المدينة، وهو محبوب من أهلها، وميسور الحال.

وقال له الشاب أيضاً: لو ساعدتني اليوم، فيمكنك أن تعود معي لدياره، لعل وعسى يساعدك فعلاً.

وهذا ما حصل.

فقد عاد الفتى مع الراعي لهذه المدينة، وقد جلس مع الحكيم بالفعل.

ومن بعدها قد وافق الحكيم بالفعل  أن يعمل لديه في المزرعة مقابل أجر يسند به أعمدة بيته الفقير، الذي كاد أن يسقط بالفعل على رأس أمه العاجزة.

ونرى أن هذا الفتى قد بدأ فعلاً بالعمل بجد وتمسك كثيراً بعمله، ففي مخيلته بأن مثل هذه الفرصة لن تتكرر أبداً.

فقد بدأ العمل في هذه المزرعة الجميلة، ولقد اهتم بالأغنام، وأتقن أيضاً |الزراعة|.

وخلال عمله  كان هذا الفتى يتذكر بأن هذا الرجل الذي يعمل عنده  رجل حكيم ومحب،وفي ذات الوقت كان هذا الحكيم يراقبه، ويراقب عمله المخلص والمتقن،وإصراره الدائم الجميل على التعلم.

واستمر الحال هكذا  حتى أصاب المرض الرجل الحكيم للأسف، وتوفي من بعدها تاركاً صدمة كبيرة بوفاته، ورسالة لهذا الفتى.

ما هي توقعاتك حول مضمون الرسالة؟؟

هيا بنا لنعلم معاً ما كتب فيها:

فتح هذا الفتى هذه الرسالة، وبدأ يقرأ:

بني لقد راقبتك طوال السنة، ووجدت بك الأمانة وكل |الصدق|، والأهم من ذلك هو الإصرار،فلا ولد لي ليرثني، ولكنني أؤمن بأنك خير وريث لي، وخلف.

 خارج أسوار هذه المدينة، وفي هذا الجبل  وفي هذه النقطة بالتحديد، إذا حفرت لعمق كبير، واستمرار،فسوف تجد كنزي الأكبر.

ولكن بشرط:

إياك أن تيأس، أكمل الطريق دائماً، ولا تحزن أبداً.

ماذا فعل الفتى من بعد قراءته لهذه الرسالة؟؟

من أروع القصص التي تحمل عبرة ذهبية
من أروع القصص التي تحمل عبرة ذهبية 
تنسيق الصورة : ريم أبو فخر 
 
لقد حزن هذا الفتى كثيراً ومن قلبه، وكأن هذا الفقد هو أعز فقد بعد موت والده، ولكنه رغم ذلك فقد أخذ عهداً على نفسه أن يجد ما ترك له هذا الرجل الحكيم لو مهما كلفه الأمر.

وهنا قد بدأت رحلته

  فانطلق إلى تلك النقطة  التي أخبره عنها الحكيم،ولقد وصل بالفعل لهذه المنطقة، وبدأ يحفر في الصخر، صباحاً وليلاً.

ويحفر يوماً بعد يوم، عله يصل إلى ضالته، قبل |موسم الشتاء|.

ولكن للأسف لم يتمكن من الوصول لما يريد لوحده، فقد قال بأن هذا العمل يحتاج لوجود شخص آخر يساعده فيه،واستمر من بعدها بعمله حتى جاء الشتاء.

هل تعلم ماذا فعل حينها؟

فقد بدأ في العمل في أسواق المدينة، لكي يدّخر بعضاً من المال، ليستطيع تقديمه لأحد ما يساعده في الحفر، في |فصل الصيف|.

ومن بعد عودته لبيت الحكيم  لم يجد إلا القليل من الأغنام،فبدأ بالاهتمام بها، وقام بعرض خبرته على البعض ليتم قبوله في أكثر من عمل.

وبالفعل فقد كان يعمل في الكثير من الأعمال معاً، وكان عمله يستمر ليلاً ونهاراً.

وقام من بعدها بواسطة هذه الأموال  بشراء الكثير من الأغنام  مما أصبح من بعدها يملك قطيعاً كبيراً منها.وهنا قد بدأ رحلته، في تجارة المواشي في المدينة.

ونرى من بعدها قد انجلى الشتاء، وعاد فصل الصيف ،وبالفعل قد وظّف هذا الفتى رجلاً ليساعده، في الحفر من جديد،بعدما قامت السيول بإعادة كل ما قد حفره في السنة الماضية، وكأنه عمل مسبقاُ بلا جدوى.

وبدأ بالحفر العميق والمستمر، إلى أن قال له الرجل، سوف ينجلي هذا الصيف، ولن نستمكن من الوصل أبداً لأي شيء، فيجب عليك أن تحضر المزيد من الرجال، لكي يقيموا بمساعدتنا في الحفر.

وهنا قد توقف هذا الفتى لبرهة وفكرة في الأمر وقال لم أجد ما أبحث عنه، ولكن لا مجال لليأس،وقرر أن يكمل بالفعل، حتى يصل إلى مبتغاه وهدفه.

واستمر حفره عام بعد عام، وكان هذا الفتى في ذات الوقت، يوسّع عمله في |التجارة| وينجح، وكانت أمواله تزداد أكثر وأكثر.

واعتاد عليه من بعدها جميع أهل المدينة بأنه في كل صيف يعود، ويأخذ مجموعة من الرجال، لتساعده في حفر ما ردمته سيول الشتاء.

وكالعادة لا يجد شيئاً،فجميعهم استغربوا هذا الأمر، وقالوا فما حاجته لكنز، أو ورثة، ولا يوجد أي دلالة عليها أبداً.

فربما تكون من خيال الرجل الحكيم فقط،وقالوا بأن هذا الفتى، أصبح لديه من المال، ما يفوق قيمة |الكنز| لأضعاف حتماً.

ومن بعدها جاءت السنة الكارثية، فكان البرد قارس، والأمطار غزيرة جداً،وكانت السيول قد أتلفت جميع المحاصيل،ولقد قلّت كل المواد، وانتشرت من بعدها الحاجة والفقر، في كل أرجاء هذه المدينة.

ف هل تعلم ماذا حدث بعدها؟؟

من أروع القصص التي تحمل عبرة ذهبية
من أروع القصص التي تحمل عبرة ذهبية 
تنسيق الصورة : ريم أبو فخر
  
لقد بدأ التجار يمارسون سياسة الاحتكار وتدهورت أحوال محدودي الدخل وازداد الفقر فقراً.

ووقف هذا الفتى حائراً في أمره ماذا يفعل؟

هل ينجو بنفسه في هذا الشتاء الاستثنائي والقاسي، كما يفعل البقية من التجار، ويترك أهل المدينة يصارعون مصيرهم المأساوي؟

فكر الفتى كثيراً في ها الأمر ولكنه قرر ألا يفعل كما فعل البقية.

وبدأ بتوزيع المساعدات للجميع ومن ثم نشر سياسته الجديدة في البيع المعتدل، التي أجبرت كل التجار على الرضوخ لقوانينها، وإلا انتهى وجودهم في أسواق المدينة،وكان مقتنعاً بأنها غيمة سوداء وسوف تزول حتماً، وإن ما وهبه الله له من نعم، هي عبارة عن دين وحان سداده.

فقد كسب هذا الشاب حب كل كبير وصغير في هذه المدينة، وانجلت الغمامة وذهب الشتاء، وتلك المدينة لم تقع، بل صمدت،وكان سبب صمودها هو هذا الشاب الناجح الكريم،ولكنه رغم ذلك لم ينسى الوصية، ومن بعدها مرت الأيام وجاء الصيف، ولكن هذه المرة كان بشكل مختلف.

هل تعلم ما سبب الاختلاف؟

لقد جاء كل رجال المدينة إلى باب بيته، وقالوا له أنهم يريدون أن يردوا الجميل له، ولن يقبلوا بأن يذهب هذه المرة للحفر لوحده، بل

قرر الجميع مساعدته،وقالوا له كلنا سنعمل معك، لتجد ما تبحث عنه.

وهذا ما حدث بالفعل

بدأ أهل المدينة بالحفر إلى جانب هذا الشاب، وكانت هذه الحفرة تتوسع أكثر وأكثر ومع امتداد الوقت تصبح هذه الحفرة أعمق وأعمق.

حتى صرخ أحد الرجال قائلاً:انظروا ماذا وجدت ،ومن بعدها ذهب الجميع لتلك النقطة التي يحفر فيها ليجدوا التالي:

كان هناك كهف صغير داخل |الصخر| في عمق الحفرة، ومن بعدها دخل الشاب وكأنه يعيش الحلم،ولم يكن بحاجة إلى أي مال، كان لديه ما يكفي، ولكنه كان يريد أن يلتزم بوعده للرجل الذي أنقذه،وكان لديه فضول كبير أن يكتشف كنزه الأثمن.

وهنا قد وجد صندوقاً صغيراً، وقال في نفسه بالفعل الآن قد وجدت الكنز الثمن الذي لطالما بحثت عنه،وقام الشاب من بعدها بفتح الصندوق، وكان ذلك بكل حذر وخوف.

وكان الجميع يترقّب.

ولكن ماذا وجد؟؟؟ما هي توقاعتك حول الأمر؟؟

لقد وجد كأس من |العسل|، وبجانبه رسالة،هذا كل ما وجده،وهنا قرر فتح الرسالة التي كان مكتوب عليها اسم الرجل الحكيم.

ليقرأ مافي داخلها، وليعلم ما هو محتواها.

كان مضمون الراسالة يقول:

بني، إذا قرأت هذه الرسالة، فاعلم بأنك وصلت لكنزي الأثمن، بل كنزك الأثمن.

وأنا أعلم تماماً بأنك لست بحاجة إلى المال، ولكنك قد حصدت النجاح الحقيقي هنا، يمكنك أن تنظر حولك، فلولا محبة الرجال لك،وحبهم في تقديم المساعدة، ما كان بإمكانك الحفر لكل هذا العمق، ولولا وجودهم بجانبك، فلم تتمكن من أن تصل إلى هذه الرسالة ولولا رغبتهم في مساعدتك، ولولا إصرارك هذا وحكمتك في التعامل معهم هو الفوز الحقيقي.

هنيئاً لك.

وأما بالنسبة لكأس |العسل|، فهذا من أجل أن تعتني بصحتك.

فالصحة ومحبة الناس من حولك هي الكنز الحقيقي.

ما رأيك في هذه القصة؟؟

وما الذي تعلمته منها؟؟

إذا أعجبك موضوع المقال، شاركنا رأيك في التعليقات.

دارين عباس

تعليقات