الملك الذي ادعى الألوهية ” النمرود ” و علاقة نسبه بالنبي نوح تصميم الصورة : ريم أبو فخر |
تحدثنا في الجزء السابق عن البعوضة التي قتلت نمرود
في الكتب اليهودية مثل ( التلمود والمدراش وتاريخ يوسيفوس ) يتم الربط بين النمرود وبين شخصية الملك إمرافيل .
وكان حاكم مدينة ” شنعار ” في زمن سيدنا ابراهيم. وسنجد في كتاب اليوبيلات أن نبرود وهي اللفظة الإغريقية لاسم نمرود ، هو من أجداد سيدنا ابراهيم.
– أما المؤرخ يوسفوس فوصفه بـ باني برج |بابل |، ومتحدي عبادة الله في حادثة مواجهته مع سيدنا ابراهيم .
– وإن الطبري وغيره الكثير من المفسرين أكدوا أنه الملك الذي تجبر في الأرض وتحدى الله أمام سيدنا إبراهيم.
– وحسب ما تم ذكره في كتاب ” الإسرائيليات” وكتب التراث اليهودي فالملك نمرود هو أول من تعلم السحر. وكان اتفاقه مع إبليس أن يبيع له روحه مقابل تعليم فنون السحر الأسود ، لأنه كان مقتنع بأن لن يحصل على حكمه للأرض إلا إذا أصبح أقوى الملوك.
– وأول جريمة ارتكبها بعد تعلمه كل الفنون الشيطانية هو أنه ” قتل أبوه كوش ” لكي ينفرد بالحكم.
ويقال إنه قتله كقربان لإبليس ، ووضع بعدها تاج على رأسه مثل ملوك الجان ، وأعلن أنه الإله أمام قومه ، وأمرهم ببناء برج ضخم يحتاج الإنسان لعام كامل لكي يصعد إليه ، والذي تحول بعد ذلك إلى واحدة من |عجائب الدنيا السبع| ، والمعروفة باسم ” برج بابل ” .
وبدأ النمرود يجبر قومه على الاعتراف بألوهيته من خلال سؤالهم : من ربك ؟
وذلك كلما ذهبوا إليه لكي يحصلوا على حصتهم من الطعام .
والذي كان يدعي بوجود إله غيره ، كان يحرمه من الطعام ، إلى أن حدثت حادثة سيدنا إبراهيم عليه السلام.
الغريب أن بعض الكتب اليهودية تؤكد أن فكرة التاج مستمدة من ملوك الجن ، لكنها تتحدث عن قصة هلاكه بشكل مختلف تماماً.
حيث ذكرت أن إبليس بعث لنمرود رسالة مكتوب فيها (عليك بإطعام الأفواه الفارغة الجائعة بين الحين والآخر ، لأنها إذا لم تجد رأسا تأكله ستلتهم رأسك أنت ) .
وحينها استهتر النمرود بالكلام الموجود في الرسالة الشيطانية
إلى أن بدأ يشعر بألم رهيب ينهش في رأسه ، وبعدها دخلت عليه حيتين عظيمتين وأحاطوا بجسمه وعصرت ضلوعه ، فأخرج سيفه وقطع رؤوسهم ، لكن كانت الرؤوس تنمو مرة أخرى .
فارتدى عباية سوداء واسعة وطلب من جنوده أنهم يحضروا له رؤوس كل الأطفال في المملكة لكي يطعم بهم الحيتين .
الملك الذي ادعى الألوهية ” النمرود ” و علاقة نسبه بالنبي نوح تصميم الصورة : ريم أبو فخر |
تحدثنا عن رسالة إبليس لنمرود وطلب نمرود من جنوده بأن يحضروا له رؤوس جميع الأطفال ..
وكان من بين أهل المدينة رجل فقير اسمه كاوا
وكان يعمل في الحدادة ، ومؤمن بسيدنا ابراهيم. وعندما ذبح الجنود أطفاله الاثنين أمام عينيه ، اتجه الحداد الفقير مع عدد من أهل المدينة إلى قصر النمرود ، وهددوه بأن يؤمن بربنا سبحانه وتعالى وإلا سيقتلوه ، فجمع النمرود جيوشه لكي يحاربهم ، لكن ربنا أرسل عليه جيش من الذباب لكي يهلكه وسط جنوده.
وهذه الرواية موجودة في عدد من |كتب التاريخ| الفارسي أيضاً .
لكن أشاروا له بإسم ” الضحاك أو ازدهاق “.
وبالرغم من ذلك إلا أن بعض المؤرخين يدعون أن نمرود ليس الضحاك ، رغم أن الاثنين كانوا جبابرة وحكموا بلاد الرافدين في نفس الفترة من التاريخ تقريباً.
البعض يدعي أن الملك الضحاك هو الذي أسس مدينة بابل وأنشأها لكي تكون مدينة باسمة غنية بالورود والزهور.
وقالوا أنه هو نفسه الملك النمرود .
والبعض الآخر يؤكد أن بناء المدينة وبرجها العجيب كان بواسطة شخص آخر اسمه النمرود وهو مختلف عن الملك الضحاك تماماً.
وحسب ما تم ذكره في سفر التكوين وأقر به عدد من المؤرخين مثل ” المقريزي ” ، أن هدف النمرود من بناء برج بابل هو الصعود لربنا سبحانه وتعالى.
وقيل أنه استخدم في بناؤه ٦٠٠ ألف عامل من قومه ويرجح أنه تم بناؤه بوساطة إحدى قبائل الجن.
لكن ربنا فرق الألسن أي بلبلها ، ولذلك سمي ببرج بابل.
– بعض المؤرخين في بلاد فارس وعدد من كتب التراث اليهودي ذكرت أن الهدف من بناء البرج العظيم هو جمع نسل |سيدنا نوح| في مكان ولكن ربنا هو الذي خسف بهم لكي ينتشروا في الأرض ويعمروها.
– وعلى مدار سنين طويلة استمر جمع| الرحالة |والباحثين للتنقيب والبحث عن هذا البرج الغريب ، لكن أغلبهم خلطوا بينه وبين أنقاض برج ” الطوابق في بورسيبا القديمة ” الذي كان يقيم الإله ” نابو بن مردوف ” .
وحصل هذا الاختلاط من أيام المؤرخ ” هيرودوتس اليوناني ” الذي وصفه بأنه برج مدور ، وادعى أنه تم هدمه بواسطة ” الإسكندر الأكبر ” لكي يحصل على حجارة تساعده في بناء مسرح كبير في المدينة ، لكنه توفي هناك قبل أن يبدأ في بناء المسرح.
في النهاية تبقى الأحاديث مبهمة عن الملك النمرود. باعتباره أفظع طاغية على وجه الأرض ، وأكثر الملوك طغياناً وظلماً لشعبه ، وتبقى سيرته إلى الأبد مرتبطة بقصص وروايات تاريخية ، لا يوجد أحد متأكد من مدى مصداقيتها.
والآن تستطيع أن تشاركنا في التعليقات وتقول لنا ماذا تعرف أيضاً عن طغيان النمرود ؟
رهف ناولو
تعليقات
إرسال تعليق