القائمة الرئيسية

الصفحات

أخر المواضيع

الملك الذي ادعى الألوهية ” النمرود ” و علاقة نسبه بالنبي نوح – الجزء الأول

الملك الذي ادعى الألوهية " النمرود " و علاقة نسبه بالنبي نوح
الملك الذي ادعى الألوهية ” النمرود ” و علاقة نسبه بالنبي نوح
تصميم الصورة : ريم أبو فخر 
  

الملك النمرود الذي ادعى الألوهية من آلاف السنين  فأهلكه الله في غمضة عين .

الطاغية الذي تحدى الله عز وجل وسجد لإبليس لكي يعلمه فنون السحر وقدم له والده قربان له.

أشهر وأقوى ملوك الأرض الذي حكم العراق ، وأسس بها امبراطورية تملأ العالم ظلماً وفساداً لغاية أن انتهت حياته بسبب حشرة سلطها عليه ربنا سبحانه وتعالى. 

ذكره سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في حديثه : “مَلكَ الدنيا أربعة ، مؤمنان وكافران ، أما المؤمنان فـ ( سليمان وذو القرنين ) ، والكافران ( النمرود و بختنصر ) وسيملكها خامس من أهل بيتي ” .

وتم ذكره في أحاديث كثيرة في القرآن والإنجيل والتوراة و كتاب اليوبيلات ( سفر التكوين الصغير ) والأناجيل و الأبوكريفية والتلمود. 

وتحدثت عنه عشرات الكتب واختلف على حقيقة شخصيته جميع المفسرين والمؤرخين .

* في البداية ..

يجب أن نعرف أن سيدنا نوح عليه السلام أنجب أربع أبناء ، ثلاثة منهم آمنوا برسالته ودعوته ، فركبوا معه السفينة التي أمره ربنا ببنائها. وواحد فقط هلك في الطوفان مع والدته ” واغلة ” ، لأنه رفض أن يصدق دعوته ويعترف به كنبي من عند الله ، فاعتصم بالجبل كما ذُكر في القرآن.

*  وأسماء أولاد سيدنا نوح بالترتيب 

١) ” سام ” أكبر الأبناء ، وكان عمره تقريباً ٩٨ سنة عند حدوث الطوفان ، وعاش بعد ذلك ٥٠٠ سنة لكي يعمر الأرض ، وكان له خمس أبناء وهم : 

( عيلام وآشور وآرام و أرفخشذ و لود ) .

 ويعتقد حسب ما تم ذكره في الأسفار إن |الآشوريين| والعبريين والعرب والآراميين خرجوا كلهم من سلالة سام بن نوح. 

٢) ” حام ” هو ثاني أبناء سيدنا نوح عليه السلام : واعتُقد أنه والد الشعوب الأفريقية ومنهم المصريين القدماء والأمازيغ.

٣)  ” يافث ” هو ثالث أبناء سيدنا نوح : ويرجح أن من سلالته خرجت شعوب قارة أوروبا كلها ، وانحدرت منهم أيضاً القبائل الجرمانية.

٤) ” كنعان ” أو ” يام ” هو الإبن الرابع لسيدنا نوح : ومات في الطوفان مع والدته واغلة ، التي كانت كافرة هي أيضاً ، ورفضت تركب السفينة 

– وحسب ما تم ذكره في الكتب المقدسة فالخالق سبحانه وتعالى قرر أنه يمسح بني البشر من الوجود باستثناء الصالحين بسبب كثرة المعاصي والذنوب التي ارتكبوها فنزلت الأمطار لمدة أربعين يوم وليلة ، وغطت المياه لمدة مئة وخمسين يوم تقريباً.

واستقرت السفينة على جبل الجودي الموجودة في تركيا .

الملك الذي ادعى الألوهية " النمرود " و علاقة نسبه بالنبي نوح
الملك الذي ادعى الألوهية ” النمرود ” و علاقة نسبه بالنبي نوح
تصميم الصورة : ريم أبو فخر 
 

أنجب “حام” بن نوح أربعة أولاد وكان منهم :

١) مصرايم : الذي سكن مصر والملقب بأبو المصريين. 

٢) كوش : الذي هو الإبن الكبير الملقب بـ ” أب النوبيين ” أو ” الملك ذو البشرة السمراء ” لأنه عاش في الجزء الشمالي من السودان ، وهو أبو النمرود .

أي أن الملك النمرود هو من سلالة سيدنا نوح عليه السلام ، واسمه بالكامل :

( النمرود ابن كوش ابن حام ابن نوح ) .لكن بعض المؤرخين ومنهم ” ابن كثير ” يدّعون أن نسبه غير ذلك .

 وقالوا أن اسمه ( النمرود بن كنعان بن كوش بن سام بن نوح ) .

لكن المؤكد أنه انتقل بعد كبره وعاش في منطقة |شبه الجزيرة العربية| وأنجب هناك ستة أبناء ، وكل واحد فيهم انتقل لمكان في الجزء الشمالي من قارة  واستوطن هناك مع ذريته ونسله .

ونمرود بصفته أحد أبناء كوش قرر أن يرحل لبلاد الرافدين التي هي ” العراق حالياً ” ، وهناك أنشأ امبراطوريته .

يشار إليه في الكتب المقدسة بأوصاف مثل ( أول جبار في الارض) . 

وكان أحد ملوك الدنيا الأربعة التي تم ذكرهم في القرآن ، وهو من الملوك الكافرين، وأنه أول من وضع التاج على رأسه وتجبر في الارض وادعى الربوبية.

وكان ملكه ممتد ٤٠٠ سنة تقريباً ، وطغى فيهم وتجبر واختار الدنيا ، إلى أن أهلكه ربنا سبحانه وتعالى بسبب جبروته.

 يعتقد أن النمرود قد رأى رؤية في المنام تتنبأ بزوال ملكه ، والرؤيا كانت عبارة عن ظهور كوكب مضيء في السماء تسببت في حجب ضوء الشمس عن الأرض. 

وحينها جمع نمرود كل العرافين المتواجدين في بابل لكي يسألهم عن تفسير هذه الرؤية الغامضة، فأكدوا له  أن تفسير الرؤية ليس له غير تفسير واحد وهو زوال ملكه على يد إنسان سوف يولد قريباً ، فأمر |النمرود| بذبح كل الأطفال حديثي الولادة ولمدة سنة تقريباً ،لكي يضمن عدم تحقيق النبوءة.

الملك الذي ادعى الألوهية " النمرود " و علاقة نسبه بالنبي نوح
الملك الذي ادعى الألوهية ” النمرود ” و علاقة نسبه بالنبي نوح
تصميم الصورة : ريم أبو فخر 
 

تحدثنا  عن المنام الذي رآه النمرود وتفسير العرافين له بزوال ملكه .

وفي بعض الكتب اليهودية يقال أنه رأى في منامه إنسان مضيء يهجم عليه بسيفه ليقتله ، وبعد ذلك تحول إلى كوكب يحجب أشعة الشمس.

وحينها ولد سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام. وأغلب المفسرين اتفقوا على أن الملك الذي تطاول على الله أمام سيدنا ابراهيم وادعى الألوهية هو الملك ” النمرود “. 

فأمر بحرق سيدنا ابراهيم في نار عظيمة أمام قومه عقاباً له على رفضه الاعتراف بألوهيته ، فتم وضع النبي على منجنيق و أشعلوا النار في بيته وقذفوه داخلها ، لكن النار كانت برداً وسلاماً على إبراهيم.

 وبعد ذلك استدعاه النمرود بعد استغرابه من هذه المعجزة الغريبة وسأله :

* أتؤمن بإله غيري ؟ 

– أجاب النبي : نعم.

* ماذا يفعل إلهك ؟

 – أجاب : يحيي ويميت .

وعند هذا الجواب .. جمع النمرود اثنين من العبيد فأعتق الأول وقتل الثاني

وقال لإبراهيم : أنا أحيي وأميت .

– وبعدها قال سيدنا إبراهيم أن ربنا سبحانه وتعالى يأتي الشمس من المشرق وطلب من النمرود أن يجعلها تشرق من المغرب .

فبُهت الملك بعد أن فشل في الرد على النبي.

 وبعد ذلك أرسل الله سبحانه وتعالى ملاك لكي يقنع النمرود بالاعتراف بوحدانيه الله عز وجل ، لكنه في كل مرة كان النمرود يرفض الاعتراف بوجود إله غيره.

و تحدى النمرود الملاك بتكبر وطلب منه أن يحضر جيوشه ويلتقي به حين طلوع الشمس ،لكن الله أرسل عليهم جيش من البعوض تحجب ضوء الشمس تماماً ، والبعوض أكل لحم الجنود وحولهم إلى جثث.

 وبعوضة واحدة منهم دخلت في أنف النمرود  وعاشت فيها لمدة ٤٠٠ سنة ، وحولت حياته إلى جحيم.

 فكان يأمر خدمه أن يضربوه بالعصي والأحذية لكي يرتاح من الألم الرهيب الذي في رأسه.

  وبعض الكتب ذكرت أنها عاشت في أنفه لمدة ٤٠ سنة فقط ، إلى أن قضت عليه تماماً.

إقرأ المزيد…

رهف ناولو

تعليقات