القائمة الرئيسية

الصفحات

أخر المواضيع

القوى الأساسية الأربعة في الطبيعة

القوى الأساسية الأربعة في الطبيعة
القوى الأساسية الأربعة في الطبيعة
تنسيق الصورة : رزان الحموي 
 

العالم مليء بالتغيير والنشاط، الشمس تشرق كل يوم وتغرب، والقمر يظهر ويختفي، والنجوم لها مدارات خاصة، والفصول تتغير بشكل مستمر، والبذرة تتحول إلى شجرة.

 حتى الإنسان نفسه يتقدم في العمر ويموت في نهاية الأمر.

ومن هنا بدأ الإنسان يسأل عن سبب الحركة والتغيير

وعلى الرغم من أن العالم مكان غني بالأنظمة الفيزيائية من الذرة متناهية الصغر حتى المجرة بالغة الكبر، إلا أن معظم هذه الظواهر ممكن أن يتم تفسيرها من خلال أربعة قوة أساسية فقط.

• الجاذبية

الإنسان يشعر في هذه القوة في كل لحظة تقريباً، لكن من خلال أعمال |إسحاق نيوتن| يمكننا التعرف على دورها الحقيقي كقوة أساسية، ومن خلال قوانينه استطعنا معرفة مجال عمل الجاذبية، وهو لا يقتصر فقط على الأرض لأنها تعمل أيضاً في الفضاء بين الشمس والكواكب والنجوم، والجاذبية هي المسؤولة عن دوران القمر حول الأرض ودوران الأرض حول والشمس تدور حول مركز المجرة.

وفي وجه عام |قوة الجاذبية| لها سمتين مميزتين جداً وواضحتين، وأول سمة هي أنها شاملة ولا يوجد أي شيء في الكون يفلت منها، والثانية أنها دائماً تجذب ولا تتوقف على الإطلاق.

وبالرغم أنها من أكثر القوى مشهورة بين جميع القوانين الكونية إلا أنها تعتبر ضعيفة مقارنة مع القوى الأخرى، ولكن بفضل الله تعالى يعتبر هذا شيء جيد، ولمعرفة لماذا هي جيدة دعونا نتخيل

 لو زادت قوة الجاذبية قليلاً في هذا الكون ماذا يحدث، مثلاً لو زادت ضعف قوتها فقط وأصبحت ٢ بدل من واحد، ومن وجهة نظر البعض ممكن أن تكون هذه الزيادة قليلة إلا أن تأثيرها على العالم سيكون هائل

 ولو أن هذه الجاذبية كانت أقوى في مرتين يكون الضغط في باطن النجوم أشد

 وبالتالي التفاعلات والاندماجيات النووية ستكون أكثر عنفاً، وسوف يترتب عليها أن مخزون المادة داخل النجوم سيتحول إلى طاقة بشكل أسرع، وعندما يتحول إلى طاقة بشكل أسرع النجوم سوف تحترق بشكل أسرع وتموت في سن مبكر

 وهذا يعني  أن النجم بدل أن يكون عمره الافتراضي عشرة مليار سنة سيكون مئة مليون سنة

 بالإضافة إلى أن ضوء الشمس وأشعتها سوف تزيد من قوتها مئة مرة وكوكب الأرض على سبيل المثال سوف يتحول إلى محرقة ضخمة وسوف يتجرد تماماً من |الغلاف الجوي| وكل الأنهار والمسطحات المائية سوف تتبخر وتتلاشى والأرض سوف تفقد جميع مظاهر الحياة الموجودة عليها.

والسر الذي يجعل قوة الجاذبية مؤثرة بهذا الشكل هي أنها قوة تراكمية، أي أن كل ما تزيد هذه المادة كلما زادت الجاذبية، وهذا الذي يجعل الجاذبية قادرة على صناعة كيانات مرعبة في الكون، فهي السبب الرئيسي في صناعة |الثقوب السوداء|

والجاذبية تجعل الثقب الأسود مرعب لدرجة أن حتى الضوء لا يستطيع أن يهرب من جاذبيته، ولذلك أي شيء داخل الثقوب السوداء عباره عن لغز.

فالضوء لا يستطيع أن يهرب من الجاذبية وبالتالي لا يستطيع أن يعكسه حتى يفصح عن مكنون هذا الكيان الغريب.

القوى الأساسية الأربعة في الطبيعة
القوى الأساسية الأربعة في الطبيعة
تنسيق الصورة : رزان الحموي 
 

• القوى النووية الضعيفة

وهي القوة التي تحتل المركز الثاني ضمن القوى الأربعة الأساسية في الكون، هذه القوة غير مشهورة ونادراً عندما نسمع عنها، والسبب في أن هذه القوة لا تحتك بشكل مباشر في أي شيء موجود في حياتنا، إلا أنها قوة مهمة مثل الجاذبية تماماً ولا تقل عنها أهمية.

في عام ١٠٥٤ ميلادي واجهت |علماء الفلك |ظاهرة غريبة، وهي ملاحظة ضوء ساطع جداً في السماء ولم يفهموا في حينها من أين ظهر هذا الضوء وما سبب ظهوره

 وقبل ذلك الوقت لم يكن أحد شاهد ضوء في اللمعان هذا بالسماء، والذي قام به العلماء هو توثيق المشهد وسجلوه في رسومات لعل الأجيال القادمة تمتلك تفسير للذي حدث.

وفي العصرنا هذا تم اكتشاف ما هو هذا الضوء واعتبروا أن الناس التي شاهدت هذا الضوء عاصرت لحظه من أكثر اللحظات ندرة في العالم، وسبب هذا الضوء هو أن موت النجوم يكون عبارة عن تفكك عنيف ومفاجأ إلى جزيئاته يسمى بالسوبر نوفا وجزيئاته تنفجر بعنف وغباره تتناثر لمليارات الكيلو مترات في الفضاء

 والنجوم كتلتها تكون عالية جداً والشيء الذي يمسك مادة النجم هي النواة، ولكن نواة النجم حتى تستطيع أن تبقى محافظة على تماسك النجم تحتاج دائماً إلى وقود، والوقود هذا يكون عادة الهيدروجين

 وهو أن| النجوم |تستمد طاقتها عن طريق حرق| الهيدروجين |وتحويله إلى غاز الهيليوم، ولكن هذا الوقود مصيره في أحد الأيام أنه سوف ينتهي، وبالتالي عندنا ينتهي الهيدروجين يبدأ الهيليوم في الاحتراق يتحول إلى ماده أخرى وهكذا حتى نحصل على عنصر الحديد

 في هذا الوقت الوقود داخل نجم يكون قد انتهى والنواة تكون عاجزة عن أن تبقى ماسكة كتلة النجم، ويستمر هكذا حتى يصل إلى مرحلة الاستسلام، ثم يبدأ النجم في الانهيار والانكماش على نفسه بعد ذلك يرتد وينفجر في انفجار هائل.

والمهم من هذا الموضوع هو سبب ارتداد النجم مرة أخرى

النجم بعدما ينكمش على نفسه لماذا يرتد، والإجابة على ذلك هو أثناء انكماش هذا النجم تبدأ مادة البروتونات والإلكترونات أيضاً في الانضغاط بعنف

 وكثافة النجم تزيد لدرجة أن السانتي متر في مكعب واحد كتلته ممكن أن تصل إلى مليار طن، وبسبب الضغط العنيف هذا تبدأ القوة النووية الضعيفة تتدخل وهنا يظهر دورها بأوضح شكل

 في هذا الوقت تحول القوة النووية الضعيفة البروتونات الموجودة بالنجم إلى نيترونات، وهذه النيترونات تعمل على ضغط عكسي وتدفع سطح النجم للخارج وبالتالي تدمره إلى أشلاء، أي أن القوة النووية الضغيفة هي السبب في عملية ارتداد النجم وانفجاره بالكامل

 وأهم خدمة في |القوة النووية |الضعيفة تقدمها للكون وهي أنها تنشر عدد كبير جداً من العناصر في أرجاء الكون، وهذه العناصر المهمة مثل الكالسيوم والفسفور والبوتاسيوم والكبريت والصوديوم والكلور والمغنيزيوم وغيرهم الكثير من العناصر الضرورية جداً في الحياة لكنها غير متوفرة في كل مكان ومصدرها الأساسي هو النجوم

 فعندما ينفجر النجم بسبب القوة النووية الضعيفة تبدأ هذه العناصر تنتشر في أرجاء الفضاء، وتدخل في تكوين التربة الخاصة في الكواكب والأجرام السماوية المختلفة، وهذا يعني أن العناصر الموجودة في تربة هذه الأرض كانت في يوم من الأيام في الفضاء الخارجي.

• القوة النووية الشديدة

وهذه القوة مختلفة قليلاً عن القوة النووية الضعيفة لأنها معروفة أكثر، بل إنها وقعت تحت اختبار البشر عدة مرات.

وكما هو معروف في أن الذرة مكونة من أجزاء داخلية وهي البروتونات والنترونات والإلكترونات، والبروتونات مركبة من جسيمات أصغر وهي الكواركات والذي يربط هذه الجسيمات مع بعضها هي أشد قوة في قوانين الكون والتي هي القوة النووية الشديدة

بالإضافة إلى الضوء والحرارة التي تخرج من الشمس السبب في وجودهم هو عملية الاندماج النووي الذي يحدث في باطن الشمس والمسؤول عنه القوة النووية الشديدة

 أي بعبارة أخرى في أن القوة النووية الشديدة هي واحدة من الأسباب الرئيسية والمهمة جداً لوجود الحياة وترابط الكون.

• القوى الكهرومغناطيسية

وهذه القوة من اسمها توضح أنها منشقة إلى شقين، شق كهربائي وشق ثاني مغناطيسي، والرابط الموجود بينهم تم اكتشافه على يد العالم الأمريكي مايكل فرداي، والعلاقة بينهم ببساطة هو أن التيار الكهربائي يولد مجال مغناطيسي

 وهي هذه الظاهرة التي نستغلها في جرس الباب وجرس الهاتف وأيضاً في أي جهاز إلكتروني نستخدمه في حياتنا اليومية، وأيضاً المجال المغناطيسي يولد مجال كهربائي ولذلك يتم دمجهم دائماً مع بعض.

والقوة الكهرومغناطيسية فائدتها القصوى تكمن في أجزاء الذرة مع بعضها، والمقصود فيها الأجزاء الكبيرة وليس الأجزاء متناهية الصغر، ومن دونها أي شيء من ذرات لا تكون مستقرة، وبالطبع لا يوجد شيء في الكون إلا ومركب من ذرات، وبالتالي وجودها في الكون شيء محتوم.

وبذلك يكون تفسير معظم الظواهر الكونية من خلال هذه القوى الأساسية والطبيعية والمهمة جداً في حياتنا.

كانت معكم صديقتكم ربا

تعليقات