 |
| ما هي أسباب الاكتئاب وأعراضه وطرق العلاج المناسبة له تنسيق الصورة : رزان الحموي |
يعد الاكتئاب من أكثر الأمراض النفسية انتشاراً في العالم، نتيجة الظروف التي يمر بها الإنسان وتمر بها المجتمعات بشكل كامل وعام.
يكلّف هذا المرض اقتصادياً جميع البلدان، حيث تعد تكلفته في أمريكا وحدها في العام ٢٠ مليار دولار.
إن الاكتئاب النفسي هو مرض قديم حديث موجود في الكتب القديمة من عهد أبقراط وحتى ابن سينا، وما تلاه من العلماء العرب والأجانب.
كان هذا المرض يسمى قديماً الميلان كوليا، يعد هذا المرض منتشراً في جميع المجتمعات سواءً العربية أو الأجنبية، كما أن هذا المرض يُصيب الرجال والنساء والأطفال وكبار السن، في المرحلة العمرية بين ٢٠ عاماً و٤٠ عاماً، حيث تتميز هذه المرحلة العمرية بمرحلة بناء الإنسان لنفسه ولعائلته، وتحقيق الإنجازات في العمل الوظيفي والاجتماعي.
ما هي النسبة التي تُصاب بالاكتئاب في العالم؟
إن |الاكتئاب| يُصيب النساء أكثر من الرجال، ونسبة إصابة الرجال به من ٧ إلى ٨٪، بينما نسبة إصابة النساء به حوالي ١٢٪ في السنوات الأخيرة، ويُصيب الأطفال بنسب غير مدروسة حتى الآن، لكنه موجود عند الأطفال وموصوف ويحتاج إلى علاج.
ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب؟
١- الوراثة: ازداد الاهتمام في السنوات الخمس الأخيرة في موضوع الوراثة وتأثيرها ودورها في |الأمراض النفسية|، وفي مرض الاكتئاب بشكل خاص
إن العائلات التي يوجد بها الأم أو الأب مصابين بالاكتئاب، وخاصة الاكتئاب المزمن الذي يدوم لفترات طويلة، احتمال إصابة أحد الأطفال به أكثر من العائلات التي لا تعاني من وجود اكتئاب.
أما إذا كان كل من الأب والأم لديهم اكتئاب، تتضاعف نسبة احتمال إصابة أحد الأفراد بالاكتئاب، إن إصابة أحد الوالدين أو الوالدين معاً بالاكتئاب، يرفع من نسبة الإصابة الأطفال، وذلك بسبب الوراثة وطريقة الحياة التي يعيشونها، والتعامل مع الأمور والواقع ينعكس على الأطفال، كما أن الأطفال الذين أبائهم مصابين بالاكتئاب، يصبح لديهم عدم اطمئنان، وفقدان الثقة
٢-التربية في الطفولة: كلما كانت العائلة قادرة على تربية الأطفال بشكل جيد ومنتج، وتزرع الثقة بهم، تجعل شخصياتهم تنضج بشكل سليم بدون كبت أو عنف أو خوف، كما أن زرع الاطمئنان في نفوس الأطفال مهم جداً، وإعطائهم الحب اللازم، إن غياب الحب يخلق نوع من الكآبة سواء عند الأطفال أو عند الكبار.
إحدى النظريات تقول إن سبب الاكتئاب هو فقدان الحب في حياة الشخص.
٣- الظروف المحيطة بالشخص: معاناته في طفولته والمشاكل التي تعرض لها هل كانت مرحلة مراهقته مرحلة يعيش بها بحرية أم أنه عاشها بخوف وقلق من المستقبل.
ربما لا يكون هناك سبب واحد للاكتئاب ربما تكون نتيجة أسباب تراكمية لديه منذ الصغر وهي التي أدت إلى الاكتئاب
٤- الأحداث العائلية: على سبيل المثال حالة زواج وطلاق، أو فقدان أحد الطرفين بشكل غير متوقع ومتفاجئ، بحيث يسبب للشخص صدمة كبيرة، ويحصل لديه نوع من الاكتئاب بعد الحدث المأساوي
سنكمل في عن الأعراض وطرق العلاج المناسبة له تابعونا….
 |
| ما هي أسباب الاكتئاب وأعراضه وطرق العلاج المناسبة له تنسيق الصورة : رزان الحموي |
سنكمل في هذا الجزء عن أعراض الاكتئاب وطرق علاجها
كيف يمكن أن تظهر أعراض الاكتئاب؟
١- المزاج السيئ عند الشخص وفقدان المتعة تجاه أي شيء: بحيث يكون مزاجه منخفض ولديه حالة من اليأس، كما أنه يفقد الأمل في المستقبل، ويفقد قدرته على العمل، ثم تأتي أعراض أخرى متعددة.
٢- ظهور أعراض جسدية مختلفة: مثل التعب والإرهاق وعدم القدرة على العمل، اضطراب النوم إما النوم لساعات قليلة، أو النوم لساعات طويلة، بحيث يستيقظ الشخص ويشعر بتعب وإرهاق وعدم قدرته على عمل أي شيء.
٣- فقدان شهية الطعام: حيث تعاني أغلب حالات الاكتئاب من فقدان الشهية لتناول الطعام، وخسارة الوزن بحيث لا يشعر الشخص بالاستمتاع بتناول الطعام أو الشراب.
٤- نقص في التركيز ونقص في القدرة على الاستيعاب ونقص القدرة على الحفظ: حيث يمكن ملاحظتها عند الأطفال وطلاب الجامعة والأشخاص الذين يحتاجون بعملهم إلى صفاء وتركيز ذهني
يشعر الشخص المكتئب فجأة بالاكتئاب، فيشعر الشخص على سبيل المثال بعدم الرغبة للخروج أو مقابلة أحد، وعندما يأني أحد لزيارته يشعر بالضغط والعبء النفسي عليه، يعاني الشخص المكتئب بنوع من الانسحاب الاجتماعي، كما أن تصبح علاقة الزوجين متوترة وتتأزم نفسيتهم أكثر.
ما هي طرق علاج الاكتئاب؟
هناك ثلاثة أنواع من العلاج للاكتئاب
١- العلاج الدوائي: وهو الأوسع انتشاراً والأكثر استخداماً واستعمالاً في |الطب النفسي|، أصبح يوجد مئات الأصناف من الأدوية التي تعالج الاكتئاب، قد تكون مضادات الاكتئاب فعالة، وقد تكون غير فعالة.
إن الاكتئاب هو أشكال عديدة من المرض ، بحيث يكون الاكتئاب لدى شخص بشكل مختلف عن الأخر لذلك لا يوجد هناك نوع معين من الدواء لمعالجة الاكتئاب، وهنا تأتي خبرة الطبيب ومهارته ومعرفته بالأدوية بشكل ممتاز، ومعرفته أيضاً بأشكال الاكتئاب ليختار الدواء المناسب لكل حالة.
إن أدوية الاكتئاب لا تسبب إدمان أبداً وليس له آثاره جانبية سيئة كبعض المعتقدات الشائعة كأذية العقل أو تؤثر على الإنسان وتسبب المشاكل، يوجد هناك أعراض جانبية لأدوية الاكتئاب لكنها مماثلة لأعراض عادية جداً.
لا يجب على المريض أخذ أدوية الاكتئاب من تلقاء النفس إذ يجب على الطبيب اختيار دواء الاكتئاب المناسب للحالة، ومن المهم جداً أخذ أدوية الاكتئاب لفترة كافية تُحدد من قبل الطبيب، كي لا تعود حالة الاكتئاب للشخص مباشرة بعد إيقاف الدواء.
٢- العلاجات السلوكية والمعرفية: وتكون هذه العلاجات هي علاجات داعمة للعلاج الدوائي وفي مرحلة لاحقة، ويطبقها الطبيب أو المعالج النفسي بإشراف الطبيب النفسي
هناك بعض حالات الاكتئاب عنيدة جداً لا تستفيد للعلاج الدوائي أو السلوكية وتكون خطيرة جداً قد تؤدي إلى الانتحار.
إن نسبة كبيرة من المنتحرين هم أشخاص مصابين بالاكتئاب وغير معالجين بشكل جيد.
يتم اللجوء في هذه الحالات الخطيرة إلى استخدام العلاج التخليج الكهربائي، وهو علاج فعال وآمن، وغير مؤلم للمريض.
نتمنى الاستفادة من هذه المعلومات، حفظكم الله من كل شر وسوء.
إسراء حيدر
تعليقات
إرسال تعليق