|
NFT -Crypto -عملات رقمية مشفرة |
العالم في تقدم رهيب، ويمكن لهذا التقدم أن يصيبنا بالجنون، لأن الأشياء التي تحدث فيه لا يمكن تخيلها، فهل تعتقد أنَّ هناك عقل بكامل قواه الحسية يدفع ملايين الدولارات مقابل لوحة رقمية نستطيع القيام بCopy لها؟، أسرار وحقائق سوف تستكشفها لأول مرة في هذا المقال، لذلك ابقى معنا.
في البداية سنعطي شرح مختصر عن الNFT بطريقتين لتسهيل توصيل الفكرة
فإن ال|NFT| يمكن تعريفه بطريقة أكاديمية على أنه: وحدة من البيانات والمعلومات المخزنة ضمن السجلات الرقمية على شبكة الإنترنت، حيث يمكن ربط NFT بأصل مادي أو رقمي مثل الملفات وتستخدم فيما بعد لغرض محدد.
ولكن هذا التعريف بعيد جداً عن مستوى استيعابنا كمستخدمين عاديين، لذلك سنلجأ للتعريف الثاني الأكثر بساطة وسلاسة وهو:
لنتمكن من معرفة NFT لا بدَّ لنا في البداية من معرفة ما هو ال|Ethereum|، وبكل تأكيد كل شخص دخل الى عالم |العملات الرقمية| لديه معلومات كافية عن هذا الأمر، وكشرح سريع فإن هذه العملة تعتبر البنية التحتية للمشاريع المستقبلية، فمع ظهوره خفف الكثير من الأعباء على أصحاب الشركات فمن خلاله يستطيع أي فرد أن يقوم بToken مبني على الEthereum، ويستخدم هذا الToken بمشروعه الخاص.
فقبل ظهور هذه العملة كانت أغلب الشركات مضطرة الى بناء Blockchin لكل مشروع تريد أن تقوم به، وهذا الأمر ليس بالسهل أن نقوم ببناء عملة رقمية من الصفر.
وبالعودة الأن إلى NFT يمكن القول أنه: عبارة عن عقود تمّلك لأصول وهذه الأصول أمّا أن تكون رقمية أو حقيقة، وبالتالي هي عقود ذكية وبأيامنا الحالية تستخدم بكثرة من أجل الأصول الرقمية، وهي ليست عملات من المهم جداً التفريق بين هذين التعريفين.
الأصول الرقمية
هي أما صور أو رسوم على الإنترنت أو حتى يمكن اعتبارها ألعاب، ومع التطور الكبير دخلت بالكثير من المجالات المختلفة.
في البداية يمكن أن تصفني أنا أو أي شخص أخر بالغباء إن قمنا بدفع مئات الدولارات مقابل رسمة عادية موجودة على الإنترنت، فماذا يمكن أن تكون ردّة الفعل إن علمت أن هناك أشخاص يشترون الTweet الذي ينشر على منصة ال|Twitter| بمبالغ أكثر بكثير؟
الأمر حقيقي يا عزيزي القارئ ولتصديق كلامي، سوف أخبرك عن |Jack Dorsey’s| وهو المؤسس الأول لمنصة الTwitter الذي قام ببيع اول Tweet له على هذه المنصة مقابل (2.5 مليون دولار) وهذا الخبر كان بعام 2006.
هذا الأمر أصبح إلى حد ما ترند على جميع مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة مع التطور الرهيب للتكنولوجيا، وكما أنّه هناك بعض الأشخاص الذين يعملون على بيع اللوحات الفنية الملونة والمرسومة باليد، فإن انتشار بيع المقتنيات الرقمية أصبح أيضاً متداول جداً مع الأفراد العالمين بالعالم الافتراضي.
|
NFT -Crypto -عملات رقمية مشفرة
|
مثلما كان موضوع الإنترنت وانتشاره أمر بغاية الغرابة بالنسبة إلى الأجيال السابقة، قد نرى نحن الآن موضوع البيع والشراء لهذه |الأصول الرقمية| أمر يستحيل تصديقه، ولكن لنكن على دراية تامة أن الأمر أصبح متداول بالكثير من البلدان ويتم إنفاق مبالغ طائلة عليه.
الفضاء السيبراني أتاح للمستخدمين الكثير من الخدمات
التي يمكن لكل منهم أن يقوم بها ومن دون أي مساءلات قانونية بحقه، فمثلاً هناك رسام اسمه ” مايكل وينكلمان “، قام بتصميم صورة رقمية مؤلفة من 5000 صورة، تخيل أن هذه الصورة التي يمكن لأي أحد كما نعتقد نحن أن يقوم باستنساخها، قدّ بيعت بشهر مارس لعام 2021 بحوالي ال(70 مليون دولار).
ببداية الأمر قد عُرضت هذه الصورة ب100 دولار فقط، فهي بالنهاية مجرّد صورة في |العالم الافتراضي| وعلى شبكة الإنترنت وليست في العالم الحقيقي، ولكن ما جعلها مميزة وتبلغ هذا الرقم الهائل أنّه تم توثيقها رقمياً بشهادة رقمية كعنصر غير قابل للاستبدال.
وبعد انتشارها بعدة أشهر تمَّ بيع هذه الصورة ضمن مزاد علني رسمي عبر شبكة الإنترنت، وتمَّ تحويل الأموال إلى مصممها الذي أصبح من أغنى رجال العالم “مايكل وينكلمان”.
الجنون فنون كما يقال، فالأمر لم يتوقف فقط على بيع الصور الرقمية، بلّ أنّه تخطى ليكون أيضاً متاح لبيع لقطات فيديو لكرة السلة المعروضة على هذه الشبكة، والغريب أن الكثير من رواد هذه المواقع يرغبون بشرائها، فإن سعر الكرت الواحد أو اللقطة الواحدة قدّ يصل إلى حوالي (800 مليون دولار).
ولتوثيق هذه الكلام يمكننا أن نستذكر معاً القطة التي بيعت بأكثر من (500 مليون دولار)، فهي كانت مجرد رسمة تم تصميمها على برنامج رسم عادي، ومن ثم قرر الرسام أن يعرضها على الإنترنت ليحقق مبالغ مالية طائلة من خلالها.
هنا يمكن أن يخطر على أذهاننا السؤال التالي هل أفراد المجتمع قدّ أصيبوا بالجنون
أم نحن المتخلفين اللذين لا نعلم أي شيء عن هذه تطور التكنولوجيا وأهميتها بالمستقبل؟.
في الحقيقة الأمر يأخذ بعدين من أجل تصديق ما يحدث، فالبعد الأول يرتكز بشكل كبير على العامل النفسي الذي من خلاله يجعل الأشخاص يقيّمون أمور رقمية أمور غير موجودة على أرض الواقع ويجعلها أمور ذات قيمة كبيرة، أما البعد الثاني فيمكن أن يهتم بالتكنولوجيا التي قامت بتحويل قيمة هذه الأشياء من القيمة المادية الملموسة إلى القيمة الغير محسوسة بالعالم الافتراضي.
ولكن أليس من حقنا أن نفهم ما هي الآلية التي أتاحت لهذه الأمور أن تباع على شبكة الإنترنت بهذه المبالغ؟، في الحقيقة الأمر ليس بالبساطة التي يمكن أن نتخيلها، فهم لا ينظرون إلى هذه الأمور على أنّها مجرد صورة أو Tweet يباع مقابل مبالغ مادية أو عملات مشفرة، الأمور يتم احتسابها من وجهات نظر أخرى ومختلفة.
|
NFT -Crypto -عملات رقمية مشفرة
|
مهما كان العمل الذي نقوم به، إن لم نوديه بأمانة وصدق فنحن غير جديرين بهذا العمل، فالمال لربما يكون الغاية الأساسية من المهام التي نقوم بها، ولكن الضمير إن مات لن تكون تلك الأموال حلالٌ علينا وعلى أبنائنا.
لذلك البعض قدّ يرى العمل ضمن شبكة الإنترنت بأنّه سهل وممكن وبسيط، ولكن إن تكلمنا مع أصحاب الخبرة بهذا المجال، سنرى كم هو معقد ويحتاج إلى الكثير من الاستمرارية والمتابعة لكل شيء جديد، وباعتقادي الشخصي لا يوجد شيء في هذه الحياة يمكن أن نحصل عليه بسهولة.
إن نظرنا إلى هذه الأصول الرقمية من وجهات النظر الأخرى، سوف نكتشف أنّها من العناصر الغير قابلة للاستبدال بعالم NFT وهذا الاختصار هو ل(|Non-Fungible Token|).
وبكل تأكيد إن الأمر ما زال مبهم للبعض حول معنى(Non-Fungible Token)، لذلك تابع معي هذا المثال لتبسيط الفكرة بشكل أسلسل:
لو فرضنا جدلاً أنّك من الأشخاص اللذين يقومون بالتسوق عبر صفحات الإنترنت، وبأحد الصفحات رأيت جاكيت وأردت أن تشتريه، فماذا تفعل؟، الأمر بغاية البساطة، ستقوم بالولوج إلى هذا الموقع وتطلبه، ومن ثم ستستلمه عن طريق الشحن، وبكل تأكيد أي منتج تشتريه من الإنترنت غالباً له آلاف النماذج حول العالم.
ويمكن لهذه الشركة أن تقوم بتصنيع الكثير من النسخ لهذا الجاكيت، فنحن كمستخدمين لا يهمنا أي نسخة نرتدي، ومن الطبيعي جداً أن نرى الكثير من الأفراد يرتدون نفس الجاكيت، وبالتالي المبلغ لن يختلف كثيراً من بلد لأخر أو من فرد لأخر.
والأن لنتخيل معاً أن هذا الجاكيت بنفس اللون والماركة قام بارتدائه أحد مشاهير العالم أو لاعب كرة قدم معروف، وقام بأخذ الكثير من الصور به، وفجأة قرر أن يبيعه عبّر عرضه على صفحته الشخصية، فهل تتخيل أنَّ قيمته ستكون نفس القيمة التي اشتريت بها الجاكيت الخاص بك من الإنترنت؟.
الجواب: بكل تأكيد لا، والسبب يا عزيزي أنّ قيمته ستكون أضعاف قيمة الجاكيت الأصلي، لأنّه يحمل على إحساس معين من شخص معين، وكان بيوم من الأيام أحد الأغراض الشخصية لهذا الشخص العالمي، وبالتالي يمكننا أن نقول أن هذا الجاكيت أصبح غير قابل للاستبدال.
يمكننا أن نقول أن( لوحة الموناليزا، Hashmasks،Cryptopunk) هي أحد المقتنيات العالمية الغير قابلة للاستبدال مهما مرَّ عليها الزمن، لأنّها باختصار تكون صور فريدة ونادرة بالعالم ولا يوجد إلا نسخة أصلية واحدة منها.
لا بدّ أن كلمة |Token| الموجودة بجملة (Non-Fungible Token) قدّ أثارت فضولك لمعرفة ماذا تعني؟، تكلمنا بكثير من المقالات السابقة عن هذه التقنية ويمكنك العودة إلى عنوان المقال التالي لمعرفتها ” الإيثيريوم العملة الرقمية الأهم؟”، ولكن تابع معي لشرحها باختصار.
|
NFT -Crypto -عملات رقمية مشفرة
|
العملات الرقمية اليوم تعتبر القضيّة الأكثر جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، فالبعض يراها على أنّها العملة التي ستخلص العالم من هيمنة الحكومات وفرض سيطرتها على الشعوب من خلال استملاكها للعملات الورقية، والبعض الأخر قد يراها على أنّها العملة التي لا يوجد أي قيد قانوني لحمايتها فهي بالنهاية مجرد أرقام وسجلات يتم تداولها على شبكات وهمية.
|البيتكوين| عملة رقمية بكل تأكيد سمعت بها، ولكن اليوم لن نسلط الضوء عليها بل سنتكلم عن موضوع ال|Blockchin| يمكن اعتبارها على أنها أول تقنية أتاحت العمل بالعناصر الغير قابلة للاستبدال، فهي |سلسلة من الكتل| أو سجل عام للمعاملات المتسلسلة، والذي ميّزه وجعله بهذه القوة هو: أن هذا السجل العام موجود به نسخة على كل هاتف أو حاسوب محمول بالعالم.
وبالتالي أي عملية ستتم على هذه الكتل من أي فرد يعمل على هذه الشبكة، سيتم إدراجها ضمن السجل العام والسجلات المنسوخة على باقي الأجهزة، ومنه نرى أن هذه العملة تتم بين كل طرف وطرف آخر يعمل على هذه الشبكة من دون أي وسيط كالبنوك مثلاً.
ولا تقلق نسبة الخطأ بهذه الأمور شبه مستحيلة، فكل معاملة تتم بين الأطراف يتم تسجيلها بالتاريخ والوقت بالتحديد على الBlockchin المتاحة أمام الجميع، وحتى من دون أن يظهر اسمك الحقيقي فكل مستخدم لديه اسم وهمي يستطيع العمل به، وحتى أن عمليات الهكر ستصبح منسية هنا.
السؤال الأن ما هي علاقة الBlockchin والToken وغيرها من الأمور بموضوع الرموز الغير قابلة للاستبدال
يؤسفنا القول أنّه رغم التطور الرهيب والتقدم المرعب الذي تشهده التكنولوجيا، ولكن الإنترنت والحاسوب أدوا إلى فوضى كبيرة في موضوع حقوق الملكية الفكرية، هذا الأمر خلق سهولة كبيرة بإمكانية نسخ المواد والعناصر الرقمية (مثل نسخ النغمات الموسيقية، أو الكتب الفكرية، وحتى القصص والأفلام)، وهنا نرى التأثيرات السلبية الكبيرة للإنترنت على صناع المحتوى.
ولكن أتى الوقت لحفظ تلك الأفكار والملكيات من خلال الBlockchin، حيث أنّه أتاح وابتكر طريقة جديدة لضمان الملكية للعناصر الرقمية، فاليوم يمكن لأي فرد أو مستخدم أن يقوم بصناعة منتج رقمي (صورة JPG، فيديو، فيلم، موسيقى)، ومن ثم يقوم بتسجيل تلك المعلومات الرقمية على قاعدة الBlockchin، وبالتالي بسبب وجود نسخ من هذه القاعدة والسجلات على جميع الأجهزة، سيكون من المعروف هذا المنتج من هو صانعه الحقيقي.
والأن بكل تأكيد أصبح لديك الفكرة الكاملة عن أهمية الNFT بحل مشكلة الملكية الفكرية، من خلال استخدام السجلات والتشفير، فهي يتم حفظها بقاعدة البيانات على أنها بصمة للملفات (أو Hash)، بالإضافة إلى اسم الرمز وعنوانه، وما هو الارتباط مع الملف الأصلي، وكل هذا تحت مسمى (الToken).
وطبعاً يمكن بيعه عبر الإنترنت فيمكنك القيام بمعاملة خاصة من أجل نقل هذه الملكية من اسمك لاسم شخص آخر، ويتم تسجيل من هم ال(Current Owners، Previous Owners) وبهذا الأمر يتم ضمان عدم الغش لاحقاً.
بنهاية المقال أريد ان أقول: من المهم جداً معرفة أنّ المحتوى مهما كان، لا يتم تسجيله في سجلات الBlockchin وإنما فقط البصمة الرقمية والToken الخاص به، فالBlockchin هو كسند ملكية لا أكثر.
أتمنى أن يكون المقال قدّ زاد من مخزون معلوماتك، لا تنسى ان تشاركنا رأيك ضمن التعليقات.
بقلمي: آلاء عبد الرحيم
تعليقات
إرسال تعليق