الإمبراطور الروماني أورليانوس البطل العظيم الملقب بمرمم العالم ومعيد الشرق تصميم وفاء المؤذن |
-إمبراطور حكم الإمبراطورية الرومانية وتمكن من توسيع أراضيها، واستطاع الوصول للحكم بالرغم من عدم انتمائه للأسرة الحاكمة فهو لم يرث الحكم عن والده، بل وصل للحكم لكونه جندي من جنود الجيش الروماني فقط.
وهذا الإمبراطور هو من دمر مملكة تدمر
التي امتدت من سوريا إلى مصر، وهو من قام بأسر زنوبيا ملكة تدمر وقام بقتلها، وتمكن من الدفاع عن الإمبراطورية من هجوم القبائل الجرمانية سواءً كانوا قوط أو فاندال، ومعلومة عن هذا الإمبراطور أنه مذكور بأغنية للمطربة فيروز.
يعتبر هذا الإمبراطور بالنسبة للرومان بطل عظيم ومغوار
وبالنسبة لأعداء الرومان يعتبر غازي ورجل شرير، ولقب هذا الإمبراطور بلقب مرمم العالم، وهو الإمبراطور أورليانوس أحد أباطرة |الإمبراطورية الرومانية|.
-ولد أورليانوس في عام ٢١٤ ميلادي في إحدى المدن الموجودة في مدينة صربيا، وكان والده مجرد فلاح بسيط، أما والدته فقد كانت كاهنة عند إله الشمس المسمى “انفتكوس”، وعندما كبُر أورليانوس قرر أن ينضم إلى الجيش الروماني، وفي نفس السنة التي التحق فيها بالجيش حدثت أزمة في الإمبراطورية الرومانية وتسمى “|أزمة القرن الثالث|” في عام ٢٣٥ميلادي.
– وبسبب هذه الأزمة فقدت الإمبراطورية الرومانية الكثير من أراضيها، أبرزهم بلجيكا وفرنسا والتي كانت تسمى في ذلك الوقت ببلاد الغال، وانفصلت هذه البلاد عن الإمبراطورية الرومانية، وبنفس وقت انفصال هذه الأراضي والبلاد عنها، اشتعلت |الحروب الأهلية| في الكثير من مناطق الإمبراطورية الرومانية، حيث أصبح هدف كل منطقة من مناطق الإمبراطورية الاستقلال والانفصال عنها.
وأعظم المصائب التي حلت بالإمبراطورية الرومانية في ذلك الوقت
حيث بدأت |القبائل الجرمانية| (القوط والفاندال) بالدخول إلى حدود الإمبراطورية الرومانية واحتلالها، وعلاوةً على ذلك، أصيبت بعض أقاليم الإمبراطورية بالأمراض وأكثرها فتكاً الطاعون، وباختصار كانت الإمبراطورية في فترة دمار وانهيار.
– استمر أورليانوس بالخدمة في الجيش الروماني ١٨ عاماً، وقضائه كل هذه المدة في الجيش جعلته يرتقي برتبته فيه، ليصبح قائد فرقة في الجيش، إلى أن وصل إلى حكم الإمبراطورية إمبراطور يسمى “فالريان”، وبفترة حكمه زادت محاولات القبائل الجرمانية بالدخول إلى حدود الإمبراطورية الرومانية.
وفي تلك اللحظة أوكل الإمبراطور إلى أورليانوس مهمة التصدي لهجمات هذه القبائل، والذي تمكن من التصدي لهم وعاد إلى الإمبراطورية منتصراً ومحملاً بالغنائم، وبسبب نجاحه في المهمة أصبح من الأشخاص المقربين للإمبراطور فالريان ولمجلس الشيوخ وبلاط الحكم.
– اقترح أورليانوس على الإمبراطور عدم توزيع الغنائم كما هو معتاد على الوزراء ورجال مجلس الشيوخ الروماني، وبدل من وضعها في خزينة الدولة، الأفضل من كل هذا استثمار الغنائم من ذهب وأموال في إعادة إعمار المدن التي دمرها الجرمان، وهنا أعجب الإمبراطور باقتراح أورليانوس وأصدر أمراً بتنفيذ ذلك.
-وبسبب هذا الاقتراح العظيم، بدأت بعض المون الرومانية تستعيد عافيتها، وبدأت تخرج من أزمة الحرب التي دمرت كل شيء فيها، وتوفي الإمبراطور فالريان في حين كانت هذه المدن تبدأ بالحياة من جديد.
الإمبراطور الروماني أورليانوس البطل العظيم الملقب بمرمم العالم ومعيد الشرق تصميم وفاء المؤذن |
– وبعد وفاة الإمبراطور الروماني فالريان
– فقرر أورليانوس وصديقه كلوديوس وهو أحد قادة الجيش الروماني القيام بانقلاب على الإمبراطور، فقد كان بنظرهم غير كفء وسيضعف الإمبراطورية ولن يساهم في ازدهارها وانتصاراتها، وبما أن الجيش كان تحت إمرتهم تمكنوا من |الانقلاب| على الإمبراطور، ومحاصرة مجلس الشيوخ وقصر الإمبراطور، وانتهى الأمر بإسقاط حكمه.
– وبعد ذلك حكم الإمبراطورية الرومانية صديق أورليانوس
وهو كلوديوس أحد قادة الجيش، وأصبح هو الحاكم وإمبراطور الرومان، وأول ما تولى مقاليد الحكم، عين أورليانوس كقائد عام للجيش الروماني.
– وحدوث انقلاب في أي مملكة أو بلد يؤدي إلى حدوث فوضى فيها، وهذا ماحدث للإمبراطورية الرومانية حيث عمتها الفوضى، والتي ساعدت قبائل الجرمان وهم العدو اللدود للرومان بالدخول إلى الحدود الرومانية مرة أخرى، وهذه هي سياسة الدول في أي زمن، فعندما يقع العدو بأزمة داخلية ويتزعزع أمن بلاده، تعتبر هذه فرصة سانحة للهجوم عليه.
– ولم يكن دخول قبائل الجرمان هذه المرة دخول اعتيادي، بل دخلوا من شمال إيطاليا إلى بحيرة تسمى بحيرة بينا كوس، وبقي بينهم وبين روما عاصمة الإمبراطورية الرومانية عدة أميال فقط، وذلك يعني أنهم على وشك دخول روما وإسقاط الإمبراطورية الرومانية.
-وأخذ قائد الجيوش أورليانوس جيشه واتجه نحو البحيرة لمحاربة هذه القبائل الغازية، وحدثت حرب عظيمة ومشهورة في التاريخ تسمى |حرب بحيرة بينا كوس| بين الرومان والجرمان، وانتصر فيها أورليانوس وجيشه انتصاراً ساحق، وأدت هذه الحرب إلى مذبحة كبيرة حيث قتل وأسر حوالي خمسين ألف جندي من جيش الجرمان.
– وبعد خسارة وهزيمة الجرمان أمام الإمبراطورية الرومانية، وبعد المجزرة التي حلت بجنودهم، زاد حنقهم وغضبهم على الرومان، لذلك قرروا الانتقام ودخلوا على الإمبراطورية الرومانية من جهة البلقان، وقام أورليانوس بصد هذه الهجمات ومنعهم من التوغل في الحدود الرومانية.
– وحتى ذلك الوقت كان أورليانوس مازال قادراً على الدفاع عن حدود الإمبراطورية من هجمات الأعداء المتكررة، سواءً من شمال إيطاليا أو من جهة منطقة البلقان، ولكن هجماتهم استمرت ودخلوا مرة أخرى من منطقة صربيا، وحدثت حرب ما بين الرومان والجرمان تسمى حرب نايسوس، وتمكن أورليانوس في هذه الحرب أن يهزم جيوش الجرمان.
وقرر أورليانوس إيجاد حل جذري لهذا الأمر
فمن غير المعقول أن يقضي حياته محاولاً صد هجماتهم، وعقد العزم هذه المرة على ملاحقتهم والقضاء عليهم، وبعد انتصاره في حرب نايسوس تمكن من ملاحقتهم إلى جبال البلقان، وحاصرهم لمدة عام كامل، وانتهى هذا الحصار بعد مدة من الجوع والتعب، حيث تمكن من إخضاعهم له واستسلم جيش الجرمان، وقام أورليانوس بأخذ جنود الجرمان إلى الإمبراطورية الرومانية كخدم وعبيد ومزارعين.
وتصرفه يدل على حنكته، فهو لم يقتلهم بل قرر أن يستغلهم من ناحية الموارد البشرية.
الإمبراطور الروماني أورليانوس البطل العظيم الملقب بمرمم العالم ومعيد الشرق تصميم وفاء المؤذن |
ومرت السنوات وتمردت على الإمبراطورية الرومانية مملكة تدمر العربية
-وبنفس هذا الوقت توفي الإمبراطور كلوديوس، وانتقل الحكم بعد ذلك إلى أخوه الذي أصبح إمبراطور رومانية، ولكن الأمر لم ينل إعجاب أورليانوس، وبما أنه القائد العام للجيش، وكل الجيش تحت سلطته وقيادته قام بانقلاب على الإمبراطور الجديد، وتمكن من إسقاطه وإسقاط مجلس الشيوخ، وأصبح أورليانوس هو الإمبراطور الروماني.
– وفي نفس العام الذي تقلد فيه الحكم، دخل الفاندال على الإمبراطورية الرومانية وتحديداً من شمال إيطاليا، وهنا نزل أورليانوس بصفته قائد للجيش وإمبراطور لرومانية وتصدى لهذه الهجمات، وطاردهم لأسابيع وشهور إلى أن وصل بملاحقتهم إلى دولة المجر.
– وفي الوقت الذي كان فيه أورليانوس وجيشه منشغلاً بملاحقة الفاندال في دولة المجر، دخلت مجموعة أخرى أيضاً من قبائل الفاندال (وقد كان يسميهم الرومان البربر) إلى شمال إيطاليا، وهنا اضطر أورليانوس أن يعود أدرجه إلى إيطاليا، وحدثت معركة بينه وبين قبائل الفاندال تسمى معركة بالسنت، وهزم في هذه المعركة وتراجع هو وجيشه إلى داخل الإمبراطورية الرومانية، وبدأت قبائل الفاندال تتوغل في شمال إيطاليا.
وكانت هذه خطة أو كمين من قبل هذه القبائل
في البداية سحب جيوش الرومان خارج الإمبراطورية إلى منطقة بعيدة عن حدودهم وثم يدخلون عليها بجيش آخر ويحتلوها، وبهذه الطريقة يصبح الجيش الروماني منهك ومتعب وعندما يحين الوقت ليدافع عن حدوده تتمكن هذه القبائل من هزيمته بسهولة، ونجحت خطتهم.
ولكن عند عودة أورليانوس قام بتجهيز الجيش من جديد
وتمكن من طرد قبائل الفاندال مرة أخرى، ولكنه لم يكتفي بطردهم وإبعادهم هذه المرة أو أخذهم كخدم ومزارعين كم فعل من قبل، بل قرر أن يقتل الرأس الكبير عند الفاندال وهو ملكهم الذي يهدف إلى احتلال الإمبراطورية الرومانية، وقرر إنهاء الأمر من جذوره.
– – فعندما طردهم من شمال إيطاليا قام بملاحقتهم حتى وصلوا إلى نهر الدانوب، وهناك تواجه معهم وقضى على جيش الفاندال وقتل ملكهم كنابوديوس وهو الرأس المدبر لهذه القبائل، وهذه النقطة تسجل في تاريخ أورليانوس، حيث أنه أنهى أزمة قبائل الفاندال التي استمرت لعقود طويلة.
– لكن الأمر لم يحسم بالنسبة له فهناك مناطق أخرى تمردت عليه مثل بلاد الغال ومملكة تدمر، فقرر وضع حد للعصيان والتمرد وأرسل جيش كبير إلى إمبراطورية تدمر، فلا يعد بالإمكان اعتبارها مملكة بسبب قيامها بتوسعات في عدة مناطق، وبدأ هذا الجيش بالدخول إليها من تركيا ثم سوريا إلى أن وصل إلى تدمر، وحاصرها وتمكن من إسقاطها، وتمكن من أسر ملكتهم زنوبيا.
الإمبراطور الروماني أورليانوس البطل العظيم الملقب بمرمم العالم ومعيد الشرق تصميم وفاء المؤذن |
تمكنت الملكة زنوبيا من الهروب من ذلك الحصار
-وعندما تمكن أورليانوس من استعادة مملكة تدمر التي تقع شرق الإمبراطورية الرومانية، لقب بأول ألقابه وهو |معيد الشرق|، ولم يتبقى له حتى يعيد الإمبراطورية الرومانية إلى سابق عهدها سوى بلاد الغال وهي فرنسا وبلجيكا.
– وقرر في هذه المرة أن يستخدم الحل الدبلوماسي محاولةً منه في استعادة بلاد الغال، وتواصل مع ملك بلاد الغال ترتيكوس وأخبره بأنه لا يريد أن يشن حرباً وسيبقيه ملكاً على هذه البلاد، ولكنها ستكون تابعة للإمبراطورية الرومانية.
هذا الاقتراح أعجب ملك بلاد الغال
لكن لم يوافق عليه مجلس الشيوخ والوزراء، وليس بإمكانه تجاهل كل هذه الآراء، فقرر عقد اتفاق سري بينه وبين الإمبراطور أورليانوس، وكانت خطته أن يرسل جيشه ليعسكر في منطقة معينة، ومن جهته سوف يُخبر الإمبراطور وجيشه بالإحداثيات ومواقع تمركز جيشه، حتى يهاجمهم على حين غرة ويشن عليهم حرب ويسيطر عليهم، وبهذه الطريقة يعتبر بأنه انتصر على جيش بلاد الغال وأخضعهم بشكل إجباري إلى حكمه.
وافق أورليانوس على هذه الخطة وقرر تنفيذها
وتمكن من ضم |بلاد الغال| إلى إمبراطورتيه، ووفى بعهده وبقي ترتيكوس ملكاً على بلاد الغال، ولم يكن أورليانوس إمبراطور قوي على الصعيد العسكري فقط، بل أيضاً على الصعيد المدني فقد تمكن من إعادة الازدهار وبناء المدن من جديد وإنعاش الاقتصاد، وقد تمكن من تأمين حياة الرخاء والثراء لأفراد شعبه، عن طريق الحكم بالإعدام على أي مسؤول فاسد كان يسرق من أموال الدولة أو لا يقوم بتأدية مهامه على أتم وجه، سواء كان وزير أو في مجلس الشيوخ.
– وبسبب هذه الأعمال التي قام بها أورليانوس سواء باستعادة الإمبراطورية الرومانية لأراضيها أو إعادة أنعاش حياة الشعب الروماني، أو حكم البلاد بالعدل وقتل كل فاسد وظالم، لقب باسم |مرمم العالم|.
– ومرت السنوات على أورليانوس، وسننتقل إلى |مملكة الفرس| ونُصب عليهم |كسرى| جديد يدعى بهرام الأول، وكان ضعيف في إدارة شؤون الحكم سواء كان من الناحية العسكرية أو من الناحية الداخلية، وكان يعتبر لقمة سائغة بنظر الإمبراطور الروماني الذي قرر أن يجهز جيشه لمهاجمة مملكة الفرس.
وكانت الحروب دائماً مشتعلة ولا تهدأ بين الروم والفرس
وكان الزمن عبارة عن فترة يسيطر فيها الروم على أجزاء من حدود الفرس وعكس ذلك بالنسبة للفرس، وانطلق أورليانوس مع جيشه لغزو بلاد فارس وكان يترأس قيادة جيشه، وخلال الطريق عسكر في منطقة يقال لها ترقايا.
– وكان هناك حارس من حراس أورليانوس والذي يعتبر من المسؤولين الفاسدين الذي لم يكشف أمرهم بعد، وكان في جيش الإمبراطور وأحد حراسه الشخصيين، وكان قد قرر بينه وبين نفسه أن يقتل الإمبراطور عندما تسنح له الفرصة، وقبل أن يصل له خبر فساده، وبالفعل أول ما أتيحت له الفرصة قام بقتله، وأنهى مسيرة الإمبراطور الذي يعتبر بالنسبة للرومان إمبراطور عظيم وقائد محنك، وبالنسبة لباقي الشعوب غازي ومحتل.
تعليقات
إرسال تعليق