القائمة الرئيسية

الصفحات

أخر المواضيع

سقوط بغداد على يد المغول قبل ثمانمائة عام

سقوط بغداد على يد المغول قبل ثمانمائة عام - تصميم وفاء المؤذن
سقوط بغداد على يد المغول قبل ثمانمائة عام 
تصميم وفاء المؤذن

-أسرار وخفايا سقوط |الدولة العباسية| وسبب تكرارها وكيف أن التاريخ يعيد نفسه في كثير من الوقائع والأحداث. 

-في٩صفر عام ٦٥٦ تم احتلال |بغداد| من قبل |التتر| و|المغول|.

-في٧صفر عام١٤٢٤م تم احتلال بغداد من قبل |مغول مصر|.

بغداد سنة ١٢٥٨م

كانت عاصمة لدولة تمتد من حدود الصين إلى حدود المغرب العربي، وكانت من أقوى الدول حكماً وجيشاً، عصر ذهبي بكل أشكاله ومجالاته، نشطت الحركة العلمية وازدهرت العلوم من الفلسفة، وفقه واختراعات، وأدب خلال عصر الخليفة العباسي هارون الرشيد. 

سنتحدث الآن عن بغداد بعد حكم هارون الرشيد  بخمسمئة عام

فترة مظلمة بتاريخ العرب الخلافة مقسمة إلى ولايات منها الإسماعيليين والسلاجقة والمماليك وحكام بلاد الشام ومصر، وكل والي ينقلب على الخليفة وينصب نفسه خليفة على ولايته. 

– تأسس جيش المغول والتتر العظيم خلال عشر إلى خمسة عشر سنة، انتشروا شرق آسيا يدمرون البلاد ويحرقون الأراضي  ويقضون على الإمبراطوريات. 

خلال هذه الفترة وجد في الدولة العباسية شخصيات تطمح بالسيطرة على الحكم وتطمع بالاستيلاء على الثروات، من بين هذه الشخصيات ببلاط القصر التابع للخليفة المستعصم بالله، وزير الدولة وهو ابن العلقمي كان يطمع بالخلافة وعمل على إضعاف الجيش وتهميشه وتدميره في هذه الفترة، وبسبب أعماله تقاعد ثلاثة أرباع الجيش وأمر بتسريح الجنود من الديوان العسكري. 

– قبل دخول المغول وصلت بغداد لمرحلة انهيار حيث أن الجنود  الذين كانوا في الجيش ليس لهم أي أموال مخصصة لهم، وذلك لأن الخليفة لم يكن صاحب رأي، وكانت شخصيته ضعيفة في هذه الاثناء. 

كان المغول قد وصلوا حدود الدولة الخوارزمية في فارس

 وذاع صيت هذا الجيش العظيم في بغداد عن طريق الأخبار التي وصلتهم من التجار القادمين إلى بغداد سواء من فارس أو الهند  أو الصين وما تحدثوا به عن همجية ووحشية وبطش المغول والتتر الذين يعيثون خراباً. 

وحيكت المؤامرات والفتن وكلما أراد أحد الانتقام من حاكم وإسقاط حكمه كان يشي به لدى المغول ويخبرهم بنقاط ضعفه. 

حتى أن البابا بنفسه حث على تدمير الدولة العباسية والدخول إلى بغداد، وفي هذه الفترة سقطت |الدولة الخوارزمية| ودخلها |هولاكو| ودمر دولة الحشاشين. 

عندما وصلت أخبار هذا الجيش للخليفة المستعصم أرسل رسالة لهولاكو أثارت غضبه، وأرسل هولاكو رداً مع رسله كان فحواه أن طلب من المستعصم بالله هدم حصون بغداد وطمر الخنادق المحفورة حولها، فانتفض أهالي بغداد ورشقوهم بالحجارة مما جعل هولاكو يضع نصب عينيه الاستيلاء على بغداد وإبادة شعبها. 

حصار هولاكو لبغداد 

-عقد هولاكو العزم على دخول بغداد وابتدأ  يٌعد الجيش لغزو بغداد، وقام بتشكيل جيشه من جنسيات وطوائف وأثنيات مختلفة كان لها عداء مسبق مع الدولة العباسية، وتحركت الجيوش بقيادة هولاكو لحصار بغداد ودك الحصون.

سقوط بغداد على يد المغول قبل ثمانمائة عام - تصميم وفاء المؤذن
سقوط بغداد على يد المغول قبل ثمانمائة عام
 تصميم وفاء المؤذن

في هذه الأثناء حاول الخليفة العباسي |المستعصم بالله| استعطاف هولاكو والخضوع والاذعان له لثنيه عن دخول بغداد، مرسلاً له الهدايا والمجوهرات القيّمة، وباءت كل محاولته لردعه عن دخول بغداد بالفشل، وكان رد هولاكو عبارة عن تهديد ووعيد باجتياح الممالك العباسية وإفنائها عن بُكرة أبيها. 

حيكت المؤامرات ضد الخليفة من وزيره |ابن العلقمي| الذي كان على تعاون مُسبق مع هولاكو لإسقاط الخليفة ودولته.

ومنهم من يقول أن العلقمي كان ناصحاً للخليفة لكن لم يُصغ له. 

في ٥ صفر اجتاح المغول بغداد وعاثوا فيها خراباً من قتل وحرق ونهب

 واستباحوا حرمة بيوتها، وقاموا بإعدامات جماعية وحشية وكانت فاجعة بكل معنى الكلمة حيث امتلأت شوارع بغداد بالجثث، مما أثار حفيظة علماء بغداد من هذه الفظائع والجرائم التي ارتكبت بحق أهالي بغداد، وقاموا بتشكيل وفد من القضاة والفقهاء ورجال الدولة والامراء للقاء هولاكو لاسترضائه، فغدر بهم المغول وقتلوهم. 

في ١١صفر دخل هولاكو لقصر الخليفة 

وطلب منه أن يدُله على كنوزه ومن شدة خوف المستعصم بالله نسي موضع مفاتيح خزائنه فكُسرت الأقفال ووزع هولاكو كل الدنانير والنفائس والمجوهرات والمُرصعات وأعطاها لِلأمراء.

ويقول أحد مؤرخي المغول أن ما جمعه بني العباس خلال خمسة قرون من الأموال أصبح غنيمة للمغول.

– عندما رأى هولاكو ما يملك الخليفة من كنوز ومجوهرات  سأله قائلاً (إن كنت تعرف أن الذهب لا يؤكل فلما احتفظت به ولم توزعه على جنودك حتى يصونوا لك ملكك الموروث) من هجمات الجيش فقال الخليفة (هكذا كان تقدير الله) فرد هولاكو (وما سوف يَحلُ بك هو تقدير الله).

-ثم أمر هولاكو بوضع الخليفة في السجن وأن يمنع عنه الطعام والشراب، ولمّا طلب المستعصم الطعام أرسل له هولاكو طبقاً فيه جواهر وذهب وطلب منه أن يأكلهم. 

-قرر هولاكو إعدام الخليفة ولشدة دهائه وحتى لا تسيل دمائه على الأرض فيصبح هناك ثأر بينه وبين المسلمين، أمر أن يُلف بسجاد وقاموا بركله بالأرجل حتى مات، ومنهم من قال أنهم خنقوه وأغرقوه. 

استباح المغول بغداد أربعين يوماً  

يذبحون الرجال ويسبون النساء ولم ينجو من هذه المذبحة إلا القليل وسالت الدماء في الأزقة ومن سطوح المنازل، أمّن المغول مسيحي بغداد بتوصية من زوجة هولاكو، وبعض من اليهود الذين التجأوا إلى دار ابن العلقمي، وبعض التجار الذين دفعوا الأموال ليسلموا وذويهم من القتل. 

– أحرق المغول العديد من المعالم والأماكن المقدسة كالجوامع والمقابر، حرقوا |دار الحكمة| وألقوا بالكتب في نهر دجلة ويقال أن ماءه أصبح أسود اللون من الحبر، تمّكن نصير الدين الطوسي من إنقاذ ما يمكن إنقاذه من محرقة دار الحكمة التي تعتبر أكبر مكتبة كانت موجودة وتضم ثلاثة أرباع علوم البشرية. 

– بعد مقتل الخليفة بأربعين يوم خرج أهل بغداد يطلبون من هولاكو إيقاف المذابح والتدمير، فأصدر هولاكو أوامره بإيقاف القتل والنهب. 

-سقطت الدولة العباسية بعد ضُعف امتد من بعد وفاة هارون الرشيد وقدوم المأمون وتسلُط البرامكة، مما أدى إلى تغلغُل الفرس بحقد على الدولة وبدأوا يسيطرون على الحُكم. 

-وبذلك قُضي على الدولة العباسية بعد أن استمرت مدة خلافتهم ٥٢٥سنة وكان عددهم ٣٧ خليفة. 

بقلمي: تهاني الشويكي

تعليقات