أفلام والت ديزني هل تصلح للصغار أم للكبار؟ |
تعتبر |أفلام ديزني| التي غزت العالم، وطبقت شهرتها الآفاق، من أكثر |الأفلام العالمية| التي تفيض بالمشاعر الحزينة والأحداث المؤلمة، مع أنها في ظاهرها تتضمن حكايا للأطفال، وتجذبهم برسوماتها المتحركة الجميلة، وألوانها الملفتة الزاهية، وطبيعتها الساحرة، ولكنها بمضمونها تحوي قصصاً تفوق أعمار الأطفال، ولا تناسب عقولهم الصغيرة، ولا مشاعرهم الرقيقة، لأنها تنتهي غالباً بنهايات حزينة ، وتتضمن أحداثاً قاسية، وتترك عندهم انطباعات وأثار سلبية، وتشحنهم بالتوتر والقلق، وبسبب صغر سنهم فإنهم قد يحسنون استخلاص العبر، على اعتبار أنها قصص معقدة وشائكة..
سوف نستعرض فيما يلي عدداً من تلك القصص كونوا معنا….
قصة حورية البحر
|حورية البحر| الرقيقة المشاعر، وهي تنتمي إلى عالم الكائنات البحرية، يستهويها شاب من البشر، ويتعلق قلبها به، فتتمنى أن تنتمي إلى عالمه، لتتزوج منه وتبقى معه، فتسعى لتحقق حلمها، وتصبح كسائر البشر، تمشي وتسير مثل محبوبها على الأرض ..
لذلك تلجأ إلى الحورية الساحرة أرسولا، لتساعدها لكي تستبدل ذيلها إلى ساقين، فتشترط عليها الساحرة، أن تسلبها حاسة السمع مقابل تحقيق رغبتها، فتقبل العاشقة المسكينة أن تصاب بالصمم من أجل محبوبها، لكن أرسولا الشريرة لم تكتفِ بذلك، بل صارت تسعى لتدبر لها مكائد ومؤامرات جديدة، بعدما سلبتها سمعها لكي ينفر منها محبوبها.
وتستمر معاناة الحورية المسكينة مما تدبره لها الساحرة الشريرة، لكنها في النهاية تنتصر وتفوز بمحبوبها وتتزوجه، ومع أن هذه القصة تبين لنا، أن الخير ينتصر دائماً على الشر في النهاية، إلا أن أحداثها وسياقها تجعل قلب الأطفال ينفطر حزناً وألماً على الحورية المسكينة.
وقصة حورية البحر هذه مأخوذة عن قصة جرت أحداثها في العام ١٩٠٠م ، وقد كتبها الكاتب |هانز كريستيان اندرسن| وجاء فيها، أنَّ الحورية المسكينة حين استبدلت ذيلها بساقين وصارت كالبشر، عانت كثيراً من الأوجاع والآلام وصارت عندما كانت تمشي على رجليها، فتشعر وكأنها تمشي على زجاج مكسور، وتحس بوخز يشبه وخز الأبر والجروح المؤلمة.
وفي القصة الحقيقية، أنَّ الأمير الشاب قد ترك محبوبته وتزوج بفتاة غيرها، مما زاد في عذاب الحورية المسكينة وجعل قلبها ينفطر حزناً، لذلك فقد قرر ت العودة إلى عالم الكائنات البحرية والبحار، وهي محطمة كسيرة القلب، لكن الساحرة الشريرة، استمرت في تعذيبها، فأخبرتها بأنه يتوجب عليها الاختيار بين أن تقتل نفسها، أو ان تقتل محبوبها إذا أرادت التخلي عن ساقيها سترداد ذيلها، والعودة كما كانت. وبالطبع لم ترضَ الحورية أن تسبب الأذى لمحبوبها، وقررت أن تضحي بنفسها فاختارت الموت..
وتنتهي القصة بانتشار زبد أبيض يطفو على سطح البحر بعد موت الحورية المسكينة..
وقائع مؤلمة وقاسية تفطر القلوب، وتؤثر حتى مشاعر في الكبار.
قصة الأميرة النائمة
ومن |القصص الشهيرة| أيضاً، قصة الأميرة النائمة وهي من القصص التي عاشها معظمنا في أيام الطفولة، والتي عرفتها أجيال الصغار، وملأت أسماعهم وأنظارهم، وهي لا تزال عالقة بأذهانهم إلى الآن، وتتحدث عن الجميلة التي أطعمتها الساحرة الشريرة تفاحة مسمومة سببت لها النوم الطويل، وكان يتوجب كي تعود إلى طبيعتها وتتخلص من سحر الساحرة الشريرة، أن يقبلها أمير شاب يكنُّ لها محبة صادقة، فيوقظها وتصحو من سباتها، ثم تنتهي القصة بزواج الأمير والجميلة ويعيشان بسعادة وهناء..
وتلك القصة مأخوذة عن قصة لإحدى |الأساطير| الإيطالية القديمة..
وتدور أحداثها حول شابة جميلة، كانت تغزل الصوف بمغزل معدني مسحور، فانغرس بيدها وسبب لها جرحاً في يدها ، وبما أن المغزل كان مسحوراً فقد غطَّت الجميلة في نوم طويل، وتحكي الحكاية أنه يتوجب أن يقبلها أمير شاب لتعود إلى طبيعتها وتصحو من نومها، ولكن ملكاً شريراً يستغل نومها ويعتدي عليها، فتنجب توأماً، فيقبّل أحد ولديها يد أمه بمحبة صادقة وهو ما يلزمها لتصحو من نومها كما تقول الحكاية فتستيقظ من سباتها.
لم تنتهِ القصة الحزينة عند هذا الحد من المآسي، فقد جاء في سياق القصة، أن زوجة الملك الشرير تعرف بقصة الجميلة التي اعتدى عليها زوجها الملك، وتعرف بقصة إنجابها للولدين فتخشى أن يطالبا بحقهما عندما يكبران وأن يحصلا على كرسي زوجها الملك، لذلك تسعى لخطف الولدين وتخطط وتدبر المكائد لقتلهما، لكنها تفشل في النهاية، وينجو الطفلان من كل مكائد ومؤامرات الملكة الشريرة.
وبرغم أن القصة محورة ومختلفة عن القصة الحقيقية، إلا أنها تحمل في أحداثها قسوة كبيرة وظروفاً مؤلمة تحزن قلب الكبار والصغار..
قصة ريبانزال
تتحدث القصة عن |ساحرة شريرة|، تقوم بخطف الشابة الجميلة |ريبانزال|، ثم تحتجزها في برج عال لا سبيل للوصول إليه، فلا درج ولاطريق، لكن الشابة تهتدي إلى حيلة تمكن محبوبها من زيارتها، فترخي شعرها الطويل، فيتدلى كحبل ليتسلق بواسطته البرج العالي، ويصل إلى محبوبته، وهكذا يتمكن من زيارتها كل يوم..
ولكن الساحرة الشريرة تكتشف الأمر، فتأخذ الشابة إلى صحراء وتلقيها هناك بعد أن تقوم بقص شعرها، وتتركه متدلياً على البرج، لتنصب شركاً للمحبوب لتوهمه بأن محبوبته لا تزال موجودة في البرج، وعندما يتسلق البرج يجد الساحرة الشريرة بانتظاره، فتخبره بأنها قد قتلت فتاته، وقصت شعرها وألقتها بجثتها في الصحراء، فيلقي بنفسه من أعلى البرج من شدة حزنه عليها، ينجو الأمير من الموت لكن أشواكاً كبيرة تدخل في عينيه وتسبب له العمى، فيهيم على وجهه في الصحراء لسنوات عديدة، باحثاً عنها، إلى أن يهتدي إليها بعد فترة طويلة.. ويلتقيان فتضمه وهي تبكي حزناً عليه..
وتبلله بدموعها التي تشفيه من العمى، وتعيد إليه دموعها الساخنة بصره، وتنتهي القصة بزواجهما
هل ترون أن قصص والت ديزني تناسب الصغار شاركونا بآرائكم..
بكل الحب كانت معكم هدى الزعبي
تعليقات
إرسال تعليق